تستعد فرق الانتقال الرئاسية التابعة لدونالد ترامب لوضع خطة تقضي بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية في اليوم الأول من ولايته الثانية، وفقًا لما كشف عنه خبير قانون الصحة العالمية لورانس غوستين.
وقال غوستين، الأستاذ في جامعة “جورج تاون” ومدير مركز التعاون مع منظمة الصحة العالمية في واشنطن: “لدي معلومات موثوقة بأنه يخطط للانسحاب، ربما في اليوم الأول أو مبكرًا جدًا في إدارته”.
وتتماشى هذه الخطة مع الانتقادات المستمرة التي وجهها ترامب للمنظمة الدولية، إذ يعتبرها منحازة للصين وغير فعالة في مواجهة الأوبئة. ومع الإعلان عن ترشيح روبرت ف. كينيدي جونيور، المعروف بتشككه في اللقاحات، لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، يعزز ترامب فريقه بمناهضين بارزين للمنظمة، مما يثير قلق الخبراء من تداعيات هذا القرار.
ومن الجدير بالذكر أن ترامب كان قد بدأ عملية انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية في عام 2020، قبل أن يلغي الرئيس الحالي، جو بايدن، هذا القرار بعد ستة أشهر من توليه المنصب. ولكن يبدو أن الإدارة القادمة تسعى لإعادة إحياء هذا المسار، ما يمثل تغييرًا جذريًا في سياسة الصحة العالمية الأمريكية.
وتأتي هذه التحركات في وقت حرج تحاول فيه الدول إبرام اتفاقية لمكافحة الأوبئة بحلول مايو 2025. وفي حين رفض متحدث باسم منظمة الصحة العالمية التعليق مباشرة على هذه التطورات، أشار المدير العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس في وقت سابق إلى أهمية منح الولايات المتحدة الوقت الكافي لإجراء انتقال سلس.
ومع ذلك، يحذر النقاد من أن انسحاب الولايات المتحدة سيؤدي إلى تقويض أنظمة مراقبة الأمراض والاستجابة للطوارئ على مستوى العالم، مما يمنح الصين مساحة أكبر لتعزيز نفوذها في القطاع الصحي الدولي. وقال غوستين: “لا يمكنني تصور عالم بدون منظمة الصحة العالمية قوية. لكن انسحاب الولايات المتحدة سيضعف الوكالة بشكل كبير”.
وفي الوقت الذي يستعد فيه ترامب لإعادة صياغة أولويات السياسة الصحية الأمريكية، يتساءل الكثيرون عما إذا كان هذا القرار سيعزز التركيز على المبادرات الصحية المحلية أو يؤدي إلى عواقب كارثية على التعاون الصحي العالمي.