- المعرض يوفر رحلة بصرية غنية بالجمال تمتد على مدار عقدين وتحتفي بالفنون الإسلامية عبر العصور
- تسليط الضوء على أبرز الاعمال الفنية من مجموعة جائزة البردة التابعة لوزارة الثقافة.
- الأعمال المعروضة تُبرز قدرة الفنون الإسلامية على المزج بين الأساليب التقليدية والابتكارات المعاصرة
24 ديسمبر 2024، أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة: تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وفي إطار الفعاليات المُصاحبة لحفل تكريم الفائزين بـ”جائزة البُردة العالمية 2024″، في دورتها الثامنة عشرة؛ تُنظّم وزارة الثقافة معرضاً فنياً تحت عنوان “كالشمسِ تظهرُ للعينينِ من بُعُدٍ”، وذلك في متحف اللوفر – أبوظبي، ويستمر لغاية 19 يناير 2025.
ويُعد هذا المعرض رحلة بصرية غنية تمتد على مدار عقدين، وتحتفي بالفن الإسلامي عبر العصور، حيث يُسلّط الضوء على أبرز مُقتنيات وزارة الثقافة من الأعمال الفنية الفائزة بجائزة البُردة، والتي تُبرز قدرة الفن الإسلامي على المزج بين الأساليب التقليدية والابتكارات المعاصرة، مما يعكس الدور الريادي لدولة الإمارات في دعم الفنون والثقافة على المستوى العالمي.
ويُركز المعرض بشكل خاص على مفهوم “النور”، الذي يُفسّر عنوان المعرض ويرتبط بصلب موضوع جائزة البُردة لهذا العام، والذي تم استلهامه من سُورة “المائدة” الآية 15 {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ{.
تجربة تفاعلية
ويأخذ المعرض زواره في جولة مُبهرة عبر أكثر من 60 عملاً فنياً فريداً في مجالات فنية متنوعة، تشمل الخط العربي والزخرفة والشعر والفن المعاصر، مُقدماً لعشاق الفن الإسلامي تجربة تفاعلية غامرة، تُجسّد قدرة الفن الإسلامي على المزج بين أساليب التعبير الكلاسيكية وروح الإبداع الحديث بتناغم فريد.
ويُعتبر المعرض نِتاج النسخة الأولى من “منحة البُردة” و”برنامج بناء القدرات” وثمرة التعاون بين وزارة الثقافة و”متحف الآغا خان” في تورنتو، كندا، في إطار مذكرة التفاهم المُوقّعة بين الجانبين، حيث يتم استعراض أعمال تُظهر تطوّر الفنون الإسلامية من خلال الزمان والمكان، بدءاً من الأعمال التقليدية وصولاً إلى التفسيرات المعاصرة.
تعزيز الحوار الثقافي
وتعليقاً على تنظيم هذا المعرض، قال معالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة: “يُعد معرض (كالشمسِ تظهرُ للعينينِ من بُعُدٍ) فرصة استثنائية للاحتفاء بالفن الإسلامي وتطوّره على مر العصور، وتأكيداً على التزام دولة الإمارات وإيمانها بأن الفن هو أداة حيوية لتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، وهو ما يعكسه هذا المعرض الذي يُعتبر مثالاً حيّاً على التفاعل بين التقليد والابتكار”.
وأضاف معاليه: “نفخر بأن نكون جزءاً من هذه الرحلة الفنية المميزة التي يُوفرها هذا المعرض، الذي يُجسّد كيفية تأثير الفن في تعزيز التواصل بين الحضارات، ويُشكل فرصة لتأمل النور الذي يعكسه الفن الإسلامي عبر مختلف الأجيال، فالفن هنا ليس مجرد تعبير عن الجمال، بل هو وسيلة لنقل القيم الروحية والإيمانية التي تقود البشرية نحو الوحدة والإخاء”.
الشراكة مع الإمارات
من جانبه، قال الأمير رحيم آغا خان، رئيس لجنة البيئة والمناخ التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية، الذي شهد حفل افتتاح المعرض: “إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أعود إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن أحظى بشرف مشاهدة الإبداع الجميل والمُلهم للفنانين الذين جمعتهم جائزة البُردة”.
وأضاف الأمير رحيم آغا خان: “إن حفل جائزة البُردة والمعرض المصاحب لها الذي يحتفل بمرور 20 عاماً على إطلاق الجائزة، يُسلّطان الضوء على أهمية التعددية والإمكانات العظيمة للفن والثقافة في تقارب الشعوب فيما بينها من أجل إرساء السلام والتفاهم المتبادل بين الدُول. ونحن نُثمن ونعتز بشراكتنا مع دولة الإمارات العربية المتحدة والشعب الإماراتي”.
الفن والتواصل الثقافي
وقد قامت بتنسيق المعرض القيّمات الإماراتيات فاطمة المحمود، سارة بن صفوان، وشيخة الزعابي، إلى جانب الرئيسة التنفيذية لمتحف الآغا خان، أولريكا الخميس، لضمان توفير تجربة استثنائية لتشجيع زوار المعرض على استكشاف التطور التاريخي للفن الإسلامي من خلال تجربة القوة العاطفية للشِعر، والتأمل في الفنون الإسلامية التي تنقلها الخطوط والزخارف والأعمال المُعاصرة، حيث يجمع المعرض بين الماضي والحاضر، مُقدّماً رحلة غامرة في جمال وعمق الفن الإسلامي العريق.
وتُمثل جائزة البُردة منصة عالمية تحتفي بالفن والشعر والثقافة الإسلامية، حيث أُطلقت في عام 2004 من قبل وزارة الثقافة الإماراتية لتكريم مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويُشكّل المعرض تكريماً للمُبدعين في المجالات الفنية الإسلامية الذين قدّموا أعمالاً مذهلة تركز على فكرة “النور” التي تُمثل جوهر الدورة الثامنة عشرة وتحتفي بالذكرى العشرين لهذه الجائزة المرموقة وتُعزز الفهم العميق للفن بوصفه وسيلة للتواصل الروحي.
رحلة عبر الزمن والإبداع
تبدأ رحلة زوار المعرض في “قسم الأرشيف” الذي يُوثق تطوّر جائزة البُردة على مدار العقدين الماضيين، حيث يُقدم منظوراً تاريخياً بصرياً يعرض صوراً فوتوغرافية ومقاطع فيديو تُسلّط الضوء على أبرز المحطات التي مرّت بها الجائزة منذ انطلاقها، بالإضافة إلى مشاركة الفنانين والمُبدعين الذين ساهموا في تشكيل إرث هذه الجائزة. ويُعتبر هذا القسم بمثابة تحية تقدير للإنجازات والإبداعات الفنية التي ساهمت في إثراء الفن الإسلامي.
كلمات تنبض بالروح
ثم ينتقل الزوار إلى “قسم الشعر”، الذي يُسَلَّط الضوء على الأعمال الفائزة من مختلف دورات جائزة البُردة، حيث يمثل الشعر أحد الركائز الأساسية للجائزة منذ انطلاقها في عام 2004، ويُعد أحد أرقى أشكال التعبير الفني الإسلامي. ويُقدم هذا القسم مجموعة من القصائد باللغة العربية الفصحى والشعر النبطي الذي يعكس اللهجة المحلية. وتتناول القصائد المختارة موضوع “النور” وتحتفل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلّم كرمز للنور والهداية.
الحلية الشريفة
أما منطقة المنتدى في الطابق السفلي من المعرض، فهي مكان لاستكشاف جماليات الحلية الشريفة، وهو نوع مميز من الخط العربي، الذي يبرز صفات النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما يعرض هذا القسم مراحل تطور الحلية الشريفة وأهميتها في الفن الإسلامي المعاصر.
الأعمال البارزة
كما يتضمن المعرض مجموعة من الأعمال المُميزة في قسم “القرآن الكريم: نُورٌ على نُور”، الذي يُركز على فصول قرآنية مثل سورة “النجم” وسورة “الرحمن” وسورة “التوبة”، حيث تتفاعل الأعمال الخطية مع فنون الزخرفة.
في حين يعرض قسم “الحديث الشريف وخطبة حجة الوداع” انعكاسات فنية تعكس قيم الوحدة والرحمة والهداية الروحية التي دعا إليها النبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى احتفاء قسم “قصيدة البُردة ونهج البُردة” بالشعر العربي الكلاسيكي من خلال عرض فنون الخط التقليدية والأنماط الهندسية والأعمال الفنية الحديثة، وعدد من الأعمال التي تعكس التفاني والإشراق الروحي والارتباط بإرث النبي.
الفن الإسلامي الملموس وغير الملموس
ولمحبي الأعمال الفنية المعاصرة، يضم الطابق العلوي الخلفي من المعرض أعمالاً من مجموعة البُردة، تجمع بين التفسيرات العميقة للفن الإسلامي. ويُمثل عمل “المالد” للفنان عمّار العطار، على سبيل المثال، تجربة مؤثرة حيث يجمع بين الصور الثابتة والتسجيلات الصوتية لـ “تعابير المالد” الإماراتي. وقد تم تصميم هذا القسم لتوفير استراحة تأمّلية تُعزّز موضوع الكلمة والفن، حيث تمتزج الجماليات المرئية بالعمق الروحي.
لمزيد من المعلومات يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني