هجوم كشمير يذكي نار التوتر بين الهند وباكستان… ماذا نعرف عن الصراع حول الإقليم؟

اعلان

وكان هجوم قد وقع الثلاثاء في باهالغام، وهي مقصد سياحي شهير في إقليم كشمير الواقع في منطقة جبال الهيمالايا. وقالت الشرطة إن القتلى هم 25 هنديا ومواطن نيبالي واحد.

ويعد هذا أسوأ هجوم على المدنيين في الهند منذ إطلاق النار في مومباي عام 2008، وهز إقليم كشمير الهادئ نسبياً الذي شهد انتعاشًا في السياحة منذ تراجع أعمال التمرد ضد الهند في الأعوام القليلة الماضية.

وتقول الأجهزة الأمنية الهندية إن جماعة “مقاومة كشمير” التي تبنت العملية، واجهة لمنظمات متشددة تتخذ من باكستان مقرًا لها مثل عسكر طيبة وحزب المجاهدين. فما سبب الخلاف بين نيو دلهي وإسلام أباد؟ وما علاقة كشمير في هذا الصراع؟

يضم إقليم كشمير تنوعًا كبيرًا من الأعراق، وعانى تاريخيًا من العنف على مدى أجيال، حيث حاول الكثير من الدول السيطرة عليه.

بقي مصيره معلقًا عام 1947، عندما قسّم البريطانيون الهند، مستعمرتهم السابقة، إلى دولتين: إحداهما باكستان، ذات الأغلبية المسلمة؛ والأخرى، ذات الأغلبية الهندوسية، احتفظت باسم الهند.

رفض الحاكم الهندوسي لكشمير، الذي كان أيضًا تابعًا للهند البريطانية، الانضمام إلى الهند أو باكستان، فقد كانت كلتا الدولتين تطمع في الإقليم، ذي الأغلبية المسلمة، والغني بجماله الطبيعي وموارده.

لكن في غضون أشهر من التقسيم، غيّر الحاكم رأيه، فأصبحت المنطقة جزءًا من الهند. لكن باكستان لم تتنازل عن مطالبها، فأرسل كلا البلدين قوات إلى المنطقة، مما أدى إلى احتلال باكستان لحوالى ثلثها والهند لثلثيها.

معارك بين الهند وباكستان

خاضت الهند وباكستان ثلاث حروبٍ من أجل هذه المنطقة، واندلعت أيضًا العديد من المعارك الداخلية، حيث تقوم بعض الجماعات المسلحة بعمليات عسكرية ضد الحجاج الهندوس في المنطقة.

ومنذ اندلاع الحرب آخر مرة عام 1999، ظلت كشمير واحدة من أكثر مناطق العالم تسلّحًا. وقد وصلت الدولتان الجارتان، اللتان تمتلكان أسلحة نووية، إلى شفا الحرب عدة مرات، بما في ذلك عام 2019، عندما أسفر تفجير انتحاري في كشمير عن مقتل ما لا يقل عن 40 جنديًا هنديًا.

حينها، ألقت الهند باللوم على باكستان في الهجوم، وأعلنت جماعة “جيش محمد” المسلحة -ومقرها باكستان- مسؤوليتها عنه. ورغم نفي إسلام أباد تواجد مسؤولين من الجماعة على أراضيها، إلأ أن مسؤولين في الهند والولايات المتحدة قالوا إنها لا تزال تعمل في البلاد ووصفوها بأنها جماعة إرهابية.

لم تغير الدولتان مواقفهما بشأن كشمير على مدى نصف القرن الماضي، على الرغم من عقود من العنف ومحاولات الأمم المتحدة للتوسط في النزاع.

رغبة بالانفصال

اتهمت الهند باكستان برعاية العنف الانفصالي، لكن الأخيرة نفت هذا الاتهام، مؤكدةً ضرورة حل النزاع حول كشمير من خلال استفتاء تُفوضه الأمم المتحدة، يسمح للكشميريين بتقرير وضعهم الخاص، لكن نيو دلهي رفضت ذلك.

في عام 2019، ألغت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي جزءًا من الدستور الهندي كان يمنح ولاية جامو وكشمير الحكم الذاتي. كانت هذه الخطوة، الرامية إلى دمج الجزء الهندي من كشمير بالكامل، جزءًا من أجندته القومية الهندوسية.

فبدأت حكومته إدارة الإقليم مباشرةً من نيودلهي، جالبةً حضورًا أمنيًا ضخمًا إلى المنطقة، ومُقطّعةً الاتصالات مع العالم الخارجي. كما سجنت الحكومة آلاف القادة السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان والمدنيين، وفق تقارير حقوقية.

في المقابل، أدانت باكستان تحركات الهند. لكن اضطرابات عنيفة اندلعت أيضًا في الجزء الذي تسيطر عليه باكستان من كشمير. فعكست الاحتجاجات هناك شعورًا عامًا بالاستياء من الحكم الباكستاني. وقد خفّف الحكم الهندي المباشر من اندلاع أعمال العنف في الجزء الذي تسيطر عليه من كشمير.

اعلان

هل تعود الحرب؟

بحسب موقع The bridge chronicle كشفت لقطات جديدة التُقطت يوم الثلاثاء عن نشاط ملحوظ لسلاح الجو الباكستاني قرب خط السيطرة في جامو وكشمير. كما حذر محللون عسكريون وخبراء أمنيون من أن هذه التحركات تشير على الأرجح إلى استعداد باكستان لعملية عسكرية واسعة النطاق، مما يثير مخاوف من احتمال اندلاع صراع في هذه المنطقة المضطربة.

وبحسب الموقع الأمريكي فإن انتشار القوات الجوية الباكستانية وطلعاتها الجوية المكثفة تشير إلى تصعيد أكثر خطورة، ربما رداً على عمليات مكافحة الإرهاب الهندية الأخيرة أو تمهيداً للصد موقف عدائي هندي بعد هجوم كشمير.

وفي الوقت نفسه، تقول مجلة “الإيكونومست” البريطانية إن هجوم باهالغام، يُهدد بإشعال فتيل مواجهة عسكرية جديدة بين الهند وباكستان، اللتين تمتلكان أسلحة نووية وخاضتا حربين، بالإضافة إلى صراع محدود آخر، حول كشمير منذ استقلالهما عام 1947.

ومنذ أوائل أبريل/نيسان 2025، شهدت المنطقة انتهاكات متعددة لوقف إطلاق النار ومحاولات تسلل من قبل القوات الباكستانية على طول خط السيطرة، لاسيما في قطاعات مثل بونش وكريشنا غاتي.

اعلان

فردّت القوات الهندية بحزم وحزم، مُحبطةً محاولات تسلل وزرع متفجرات من قِبل مسلحين تدعمهم جماعات متمركزة في باكستان. ويُضيف تزايد نشاط القوات الجوية الباكستانية بُعدًا جويًا خطيرًا إلى هذا الوضع البري المضطرب أصلاً.

عن شريف الشرايبي

Check Also

الدولة اتخذت قرارات حاسمة في التعامل مع جماعة الإخوان

أكد خالد أبو حسين، عضو مجلس النواب الأردني، أن الدولة الأردنية اتخذت قرارات حاسمة في …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *