يطرح الرئيس دونالد ترامب مقترحًا “أخيرًا” بشأن أوكرانيا لكن يبدو أنه لا ينسجم مع التطلعات الأوروبية لتحقيق السلام مع روسيا؟ في ذات الوقت، يبدو حمل وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ثقيلًا، فحتى لا يقع في “الفخ”، سيتعين عليه أن “يصدّ هجمات” على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من ثلاثة من المفاوضين الأمريكيين المحنّكين (وزير الخارجية ماركو روبيو، المبعوث الأمريكي إلى روسيا ستيف ويتكوف، ومبعوث ترامب إلى أوكرانيا كيث كيلوغ.
في هذا الصدد، نشر موقع “أكسيوس” الأمريكي تقريرًا نقل فيه عن مصادر مطلعة قولها إن الولايات المتحدة تتوقع أن تحصل على رد من أوكرانيا بشأن مقترحها حول “خطة السلام”، التي تضمن السيطرة الروسية تقريبًا على جميع الأراضي التي احتلتها منذ بداية الغزو سنة 2022.
وتظهر أهمية العرض الأمريكي، المكوّن من صفحة واحدة، بعد تصويره بأنه “الأخير”، فإما أن تقبل به أوكرانيا أو تنسحب واشنطن من الوساطة. ففي وقت سابق، حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من أن بلاده ستنسحب من المحادثات إذا لم يكن هناك تقدم.
تضع واشنطن شروطًا عالية السقف في مقترحها، الذي يبدو أنه لا يحظى بالموافقة الأوكرانية أو الأوروبية، وهذا يفسر عدم نية زيلينسكي حضور الاجتماع المرتقب اليوم.
وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد أشارت إلى أن الرئيس الأوكراني يريد لقاء ترامب خلال مراسم جنازة البابا في الفاتيكان، وقد يكون ذلك للحديث عن المقترح “الأخير”.
في هذا السياق، نقل “أكسيوس” عن مصدر مقرب من الحكومة الأوكرانية قوله إن كييف ترى المقترح منحازًا إلى موسكو، فهو “يقول بوضوح ما هي المكاسب التي ستحصل عليها روسيا مقابل السلام، لكنه عام وغامض بالنسبة لمكاسب أوكرانيا”.
مكاسب المقترح بالنسبة لروسيا
وبحسب الموقع الأمريكي، يضمن مقترح ترامب أن تحصل روسيا على اعتراف بسيادتها التامة على إقليم لوهانسك تقريبًا والأجزاء المحتلة من دونيتسك وخيرسون وزاباروجيا.
كما يمنع أوكرانيا من أن تصبح عضوًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكنها يمكن أن تصبح جزءًا من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب رفع العقوبات على روسيا منذ عام 2014.
مكاسب أوكرانيا
في المقابل، ستحصل أوكرانيا على ما يصفه المقترح بأنه “ضمانة أمنية قوية” تحت رعاية دول أوروبية وغير أوروبية، غير أنه لا يحدد كيف ستدار عملية حفظ السلام، ولا تذكر مشاركة الولايات المتحدة فيها.
إلى جانب ذلك، ستستعيد كييف جزءًا صغيرًا من إقليم خاركيف الذي احتلته روسيا، وستتمكن من التنقل الحر عبر نهر دنيبر الذي يمتد على طول خط الجبهة في أجزاء من جنوب أوكرانيا.
فضلًا عن التعويضات والمساعدة في إعادة الإعمار، لكن لم يتطرق المقترح إلى مصدر التمويل.
إضافة إلى ذلك، تقول الوثيقة إنه سيتم الاعتراف بمحطة زابوروجيا للطاقة النووية، وهي أكبر منشأة من هذا النوع في أوروبا، كأرض أوكرانية، لكن ستستأثر الولايات المتحدة الأمريكية بالتشغيل والإدارة، وستمد روسيا وأوكرانيا بالطاقة.
هل تستطيع بريطانيا إنقاذ زيلينسكي؟
صحيفة “ذا إندبندنت” البريطانية قالت إنه لا مناص من رفض أوكرانيا للمقترح الذي سيُطلب فيه منها الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم وأراضٍ أخرى.
وتلفت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية البريطاني سيبذل جهده مع نظرائه الفرنسيين والألمان حتى يضمن عدم توقيع أوكرانيا على المقترح ذي الشروط السيئة بالنسبة لأوروبا.
وتنقل عن مصادر بريطانية وأمريكية قولها إن “الاجتماع حاسم”، لكنه يُستبعد أن يكون “اللحظة التي ستفجّر كل شيء”.