في التاريخ الإنساني معارك مفصلية غيرت من وجه الأرض والسياسة الدولية، فإذا كان فشل الألمان في إيقاف التمدد البريطاني الأميركي عند نورماندي في العصر الحديث هو بداية النهاية لألمانيا الهتلرية، فإن معركة موهاكس كانت بمثابة الباب الذي فتح المجال للدولة العثمانية للتوغل في قلب أوروبا، وصولًا إلى النمسا، وطي صفحة واحدة من أهم الإمبراطوريات في العصور الحديثة المبكرة وهي مملكة المجر.
لكن لم يكن الوصول إلى موهاكس مجرد مواجهة عسكرية معزولة، بل نتاج سلسلة معقدة من الصراعات بين كبرى القوى الأوروبية. فقد كان القرن السادس عشر شاهدا على تحالف غير مسبوق بين فرنسا والدولة العثمانية، وهي لحظة مفصلية في تاريخ العلاقات الدولية، تجاوزت فيها المصالح السياسية الانقسامات الدينية التقليدية لتواجه هيمنة الإمبراطورية الرومانية بقيادة شارلكان.
يأخذنا هذا التقرير في رحلة تاريخية تنطلق من أروقة التنافس الأوروبي بين شارلكان وفرنسوا الأول، مرورا بالدبلوماسية الفرنسية المضطرة للاستغاثة بالعثمانيين، وصولًا إلى المعركة الكبرى في سهل موهاكس التي غيرت موازين القوى في القارة الأوروبية إلى الأبد.

الصراع الإسباني الفرنسي
في خضم التنافس بين القوى الأوروبية في القرن السادس عشر، وجدت فرنسا نفسها أمام تحدٍ وجودي غير مسبوق. فقد انتُخب شارلكان عام 1519 إمبراطورا للإمبراطورية الرومانية المقدسة، مما منحه نفوذا واسعًا امتد إلى إسبانيا والنمسا وهولندا وجنوب إيطاليا، إلى جانب سيطرته على جنوة وفلورنسا، وخضوع البندقية لسلطته.
هذا التوسع الجيوسياسي الهائل حوّل شارلكان إلى قوة طوقت فرنسا من جميع الاتجاهات تقريبا باستثناء البحر، مما جعل الملك الفرنسي فرنسوا الأول في مواجهة أزمة تهدد وجود بلاده، فأخذ يبحث عن حليف جديد خارج الإطار المسيحي التقليدي، وهنا ظهرت لحظة مفصلية في التاريخ الأوروبي تمثلت في نشوء التحالف الفرنسي العثماني بقيادة السلطان سليمان القانوني.
كان هذا التحالف غير المسبوق سياسيًا وعسكريًا بمثابة كسر للأنماط المعتادة في أوروبا، حيث تجاوزت المصالح السياسية الانقسامات الدينية التقليدية لتشكّل جبهة موحدة ضد هيمنة شارلكان.
وقد أسس هذا الوضع المحتقن حجر الأساس لصراع طويل الأمد بين الملوك الكاثوليك على الزعامة الأوروبية، وهو صراع بين شارلكان وفرنسوا الأول الذي اتخذ أبعادا عسكرية واقتصادية واسعة.
ولم يمض وقت طويل حتى اندلعت الحرب بين الطرفين في مارس/آذار 1521، ضمن مشهد أوروبي متوتر، وسرعان ما وصلت الأحداث إلى ذروتها عام 1525 عندما مُنيت فرنسا بهزيمة ساحقة في معركة بافيا، أسفرت عن أسر الملك فرانسوا الأول ونقله إلى مدريد.
وقد تسببت هذه الهزيمة في انهيار المعادلة الداخلية في فرنسا إذ لم يعد خطر شارلكان يهدد النفوذ الفرنسي في إيطاليا فحسب، بل أصبح تهديدا مباشرا لفرنسا ذاتها، التي كانت أيضا مطمعا لشارلكان الساعي إلى تقسيمها واحتلالها وتغيير السلالة الملكية فيها.

الاستغاثة بالعثمانيين والسلطان القانوني
في ظل هذه الظروف القاسية، لم يكن لدى البلاط الفرنسي سوى اللجوء إلى حليف غير تقليدي، إذ أدركت والدة الملك الأسير، لويز دي ساڤوا، أن السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو مخاطبة السلطان العثماني سليمان القانوني الذي اعتلى العرش في نفس العام الذي تُوّج فيه شارلكان إمبراطورا، حيث أرسلت بعثة دبلوماسية سرية إلى إسطنبول في أواخر عام 1525.
لكن تلك البعثة قُتلت على يد حاكم البوسنة، ما تطلّب إرسال مبعوث ثانٍ هو يوحنا فرنجپاني، الذي وصل إلى إسطنبول في ديسمبر/كانون الأول من نفس العام حاملا رسائل شفوية ومكتوبة، منها رسالة سرية من الملك نفسه أخفاها المبعوث في حذائه.
تضمنت الرسالة خطابا شديد التوسل، جاء فيه: “أنت ملك الملوك جليل الشأن، فأنا (ملك فرنسا) أسير فضلك من اليوم فصاعدا، أي منذ تكرمك بالانتقام منه وهزيمته” أي شارلكان، بينما كتبت والدته في رسالتها: “أرجأت فك أسر ابني حتى الآن أملا في إنسانية شارلكان.. وإني ألتمس من جلالتكم أن تتفضلوا بإظهار فخامتكم بخلاص ابني”.
وكما يوضح المؤرخ روجر بيغيلو ميريمان في كتابه “سليمان العظيم”، كانت هذه الرسائل تُمثّل قطيعةً مع الخطاب الأوروبي التقليدي، إذ يخاطب ملكٌ كاثوليكي سلطانا مسلمًا بوصفه الملاذ الأخير للمظلومين، في ظل صمت بقية القوى المسيحية أو تواطئها مع غريم فرنسا، وقد فُسّر ذلك بوصفه لحظة مفصلية في العلاقات الأوروبية-الشرقية، أعادت تشكيل مفاهيم التحالف والعداء.
استقبل السلطان سليمان السفير فرنجپاني استقبالا حافلا، ورغم أن السفير لم يحمل هدايا، فإن السلطان أغدق عليه العطايا وأكرمه، ثم كتب ردًا رسميًا إلى الملك الفرنسي جاء فيه: “لا عجب من حبس الملوك وضيقهم؛ فكُن منشرح الصدر ولا تكن مشغول الخاطر… خيولنا ليلا ونهارًا مسروجة وسيوفنا مسلولة”.
عاد فرنجپاني إلى فرنسا بعد أن أُطلق سراح الملك فرانسوا الأول بموجب معاهدة مع شارلكان تضمنت شروطا قاسية، وبادر الملك بإرسال رسالة امتنان للسلطان في يوليو/تموز 1526، إيذانا ببداية علاقة دبلوماسية طويلة ومعقّدة بين القوتين، ستستمر أكثر من ثلاثة قرون، وتُعد من أبرز صور التحالفات العابرة للأديان في التاريخ الحديث.
قبِل السلطان سليمان القانوني طلب ملك فرنسا بالمساعدة ضد إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة شارلكان، ورأى أن أفضل وسيلة لمواجهته تكمن في التوجه نحو مملكة المجر التي كانت تمثل أحد أهم حلفائه في تلك المرحلة، وتطمح إلى الهيمنة على المناطق الواقعة في الجنوب الشرقي من أوروبا.
وكان لويس الثاني ملك المجر حينئذ يبدي عداءً واضحا للدولة العثمانية، وتحالف مع إمارات الأفلاق والبغدان في شرق أوروبا، سعيا لاحتواء النفوذ العثماني المتنامي، وبعد الإفراج عن الملك الفرنسي من أسره في إسبانيا، صرّح أنه لم يعُد يرى في أوروبا قوة قادرة على مواجهة شارلكان سوى العثمانيين.
وقد وجد السلطان سليمان في هذا التقارب مع فرنسا فرصة لمنع الهيمنة الأحادية في القارة، وبابا يفتح الطريق للتوسع العثماني فيها.

الطريق إلى موهاكس
في تلك الأثناء حاول لويس الثاني ملك المجر، أن يحشد الدعم الأوروبي لمواجهة الزحف العثماني الوشيك، إلا أن جهوده لم تثمر سوى وعود لم تتحقق، فقد اكتفت القوى الأوروبية الكبرى، لا سيما البابا كليمنت السابع بإبداء القلق والدعوات الكلامية للتحرك، بينما انشغل ملوك أوروبا الأخرى بمشاكلهم الداخلية.
شهدت السنوات التي سبقت المعركة الكبرى تصاعدا في السيطرة العثمانية على جنوب المجر، فمنذ عام 1521، أحكم العثمانيون سيطرتهم على نهر الدانوب وفتحوا بلغراد عاصمة صربيا اليوم، التي كانت الحصن الأقوى للمجر وقتئذ في تلك الجهة.
وكما يرصد المؤرخ التركي فريدون أمجَن في كتابه “سليمان القانوني وعصره” فمع بداية عام 1526، أصدر السلطان سليمان القانوني أوامره بالإعداد للحملة الكبرى على المجر، فتم حشد القوات من ولايات الروملي والأناضول والبلاد العربية، وأرسل فرمانات إلى كبار القادة العسكريين، وكُلّف الصدر الأعظم (رئيس الوزراء) إبراهيم باشا بقيادة الجيش، ثم غادر العاصمة في ربيع 1526 بصحبة جيش منظم ترافقه 300 مدفع.
ورغم التحذيرات المتزايدة منذ فبراير/شباط 1526 بشأن اقتراب الجيش العثماني، ظل البلاط المجري مشلولا بفعل الأزمة المالية وعدم كفاءة الإدارة، ولم ينجح أهم قائد مجري لديهم وهو بولس توموري في تأمين تمويل للدفاع، بل ظل وحده مع حاميات الحدود دون دعم فعلي.
ومع تقدم العثمانيين لم تكن القوات المجرية مستعدة، إذ لم يتجاوز عدد المقاتلين في موهاكس وفقا للمؤرخ والأسقف المجري المعاصر أسطفان بروداريتش قرابة 25 ألف مقاتل، رغم التقديرات التي ترفع العدد -مع القوات الحليفة- إلى ثمانين أو تسعين ألف مقاتل.

أما الجيش العثماني فتفاوتت تقديرات عدده بين 60 و100 ألف مقاتل، مدعوما بمدفعية ضخمة بلغت 300 مدفع مقابل 85 فقط لدى المجريين، ولهذا السبب عانى المجريون من ارتباك شديد في اختيار القائد الأعلى لمعركة موهاكس، إذ لم يكن هناك جندي ذو خبرة بقيادة جيش نظامي، ورُفض ترشيح شخصيات كفوءة لأسباب مختلفة، ولكن بعد تصويت اختير جرجس زاپولياي وبولس توموري رغم قلة خبرتهما في القيادة الكبرى.
في 30 يونيو/حزيران بعد مسير متواصل، أجرى السلطان سليمان القانوني في صوفيا عاصمة رومانيا اليوم استعراضا للجيش وأرسل إبراهيم باشا لتأمين عبور نهر ساڤا نحو بلغراد، ثم بدأت الحملة بفتح قلعة وارادين في 15 يوليو/تموز، تلاها فتح قلعة إيلوق في 8 أغسطس/آب بعد مقاومة أسبوع، واستسلام قلعة أوسييك في كرواتيا دون قتال، ثم أعلن العثمانيون التوجه إلى بودين قلب مملكة المجر، وهي اليوم الجزء الغربي من العاصمة بودابست.
أرسل لويس قادة لحماية معبر أوسييك على نهر دراڤا، غير أنهم تراجعوا أو لم يصلوا، ما أتاح للعثمانيين العبور بلا مقاومة بين 21 و23 أغسطس/آب من ذلك العام، رغم أن القائد بولس توموري أدرك أهمية الدفاع عن هذا المعبر، إلا أن تأخره وفشل غيره من القادة في التحرك ساهما في خسارة الفرصة الوحيدة لإيقاف العثمانيين عند حدود المجر الجنوبية.
غادر الملك لويس الثاني العاصمة المجرية بودين في يوليو/تموز باتجاه مدينة تولنا وسط البلاد لجمع قواته، لكن الجيش المجري تأخر في التجمع وعسكر هناك أسبوعين، ثم قرر التوجه جنوبا إلى سهل موهاكس أو كما تسميه المصادر العثمانية موهاج، رغم معارضة بعضهم التحرك دون مرافقة الملك.

أسوأ من هزيمتنا في موهاكس!
وفي سهل موهاكس نصب القائد العسكري توموري معسكره بانتظار التعزيزات، وأُرسلت نداءات تعبئة عامة إلى المقاطعات، لكن الحصاد والمسافات والانقسامات أعاقت وصول معظم القوات، ولم تصل القوات الكرواتية والموراڤية والبوهيمية في الوقت المناسب لدعم حلفائهم المجريين.
كان السلطان سليمان القانوني على علم بمراسلات الملك لويس لطلب تعزيزات من كرواتيا، فأمر قادته البارعين مثل بالي بك وغازي خسرو بك، بقطع الطريق على تلك القوات ومنعها من الوصول إلى الجيش المجري.
وبما أن العثمانيين كانوا قد اجتازوا جبال البلقان وعقباتها، أصبح الطريق إلى بودين أقرب إليهم من أي قوة مجرية أخرى، حينها فضّل الملك لويس الانسحاب أمام التقدم العثماني، لكن مجلس الحرب المجري اختار المواجهة المباشرة في سهل موهاكس في أقصى جنوب المجر اليوم، وهو موقع مفتوح تتخلله برك ومستنقعات، ومحصور بين مرتفعات ونهر الطونة، ما جعله مسرحا غير ملائم للمجريين.
وفيه اصطف الجيش المجري جنوب موهاكس في 29 أغسطس/آب 1526 (الموافق 21 ذي القعدة 932هـ)، في تشكيل تقليدي مؤلف من خطين غير متكافئين، يعتمد على فرسان مدرعين ودروع حديدية عتيقة الطراز، وقد توزع المشاة والمدفعية المجرية في الوسط بين الميمنة والميسرة.
وكان الملك لويس في الخط الثاني مع نخبة الفرسان، وفي مقابل ذلك قادَ إبراهيم باشا جيش الروملي المدعوم بالمدفعية الحديثة والإنكشارية في خطة تقوم على التراجع المؤقت ثم استدراج المجريين إلى مرمى المدافع.
وكما يقول المؤرخ التركي يلماز أوزتونا في كتابه “تاريخ الدولة العثمانية”: اصطف الجيش العثماني في تشكيل حديث قائم على المدفعية والإنكشارية مع السلطان القانوني في الصف الثالث، بينما تولى الصدر الأعظم إبراهيم پاشا قيادة جيش الروملي في الصف الأول، وبهرام پاشا جيش الأناضول في الصف الثاني.

وخطط القادة العثمانيون لامتصاص الهجوم المجري ثم تفكيكه بتطويقه من الجانبين وتوجيهه نحو المدفعية، وفي مقابل ذلك اعتمد الجيش المجري خطة هجومية مباشرة، رغم قلة عدده دون خطة انسحاب، كما ارتكزت تكتيكاته على ضربة واحدة قاتلة، مستغلا استعداد قواته قبل وصول العثمانيين الذين أنهكهم المسير.
ومع بداية نزول قوات الروملي من المناطق المرتفعة أرسل إبراهيم باشا فرسانه الخفيفين لتشتيت المجريين، بينما استعد الجيش العثماني بنصب مدافعه خلف الخطوط، وفي المقابل أقنع القائد المجري توموري الملك لويس بالهجوم السريع لإرباك العثمانيين قبل اكتمال صفوفهم، لكن الجيش المجري المتعب والواقف منذ الفجر لم يدرك أن خصمه لا ينوي القتال فورًا.
ومع تقدم الوقت بدا أن الجانبين يرغبان بتأجيل المعركة لليوم التالي، وأعلن السلطان ذلك صراحة، لكنه صعد إلى تلة الخيمة، وارتدى درعه ورفع يديه بالدعاء، فبكى وتأثر الجيش بكلماته.
ورغم قرار تأجيل المواجهة لليوم التالي شن فرسان المجر المدرعون هجومًا مباغتا عصر 29 أغسطس/آب، فتقدموا بقوة صوب الصفوف العثمانية، مما دفع السلطان إلى توجيه أوامره لإبراهيم باشا بالتصدي، ثم دارت المعركة بعنف، ووصل بعض الفرسان المجريين إلى السلطان نفسه، لكنهم صُدّوا بشجاعة حرسه والإنكشارية.
وبينما شنّت القوات المجرية هجومها باندفاع فرسانها الثقيلة بسرعة، تأخر المشاة عن اللحاق بهم، ومن ثم باغت هذا الهجوم قوات الروملي العثمانية بقيادة إبراهيم باشا التي تظاهرت بالانسحاب، ما خدع القائد المجري توموري فظن أن المعركة حُسمت لصالحه، فأمر بدفع الصف الثاني للمشاركة.
لكن الجيش العثماني كان قد نصب مدافعه مُسبقا ونظم صفوفه بدقة، فبدأ إطلاق نيرانه مع تَقدُّم المجريين، وأطلقت الإنكشارية النار بدقة وعنف، حينها كان فرسان المجريين يتكبدون خسائر فادحة، وقد حاول بعضهم الوصول إلى السلطان، لكن دُحروا بقوة، وسرعان ما التف فرسان العثمانيين من الجانبين، وأطبقوا على الجيش المجري.

وكما يذكر محمد فريد في “تاريخ الدولة العلية” فقد انهار الجيش المجري خلال ساعات، وقُتل أو أُسر معظم قادته، بينما غرق الملك لويس الثاني أثناء فراره في مستنقعات المنطقة، وفقد المجر في هذه المعركة الكارثية قرابة عشرين ألف جندي منهم ألف من كبار الأرستقراطيين النبلاء سادة الأرض، ما يمكن وصفه بالإبادة العسكرية.
في المقابل احتفل السلطان سليمان بالنصر، وانطلق إلى العاصمة بودين أو بودابست الحالية في 10 سبتمبر/أيلول، حيث قدم له وفد من أعيان المدينة في سهل موهاكس مفاتيح المدينة، وأُقيمت الاحتفالات فيها بعيد الأضحى، وقتها أعلن عن تأمين السكان، ونصّب أحد كبار الأمراء المجريين ملكا تابعا للعثمانيين، وفي نهاية الحملة عاد السلطان إلى بلغراد ثم إلى إسطنبول، عقب إرساله رسائل النصر إلى حواضر الدولة.
وقد رسمت معركة موهاج أو موهاكس صورة مرعبة عن العثمانيين في المخيال الأوروبي وقتئذ وفتحت الباب إلى فيينا التي حاصرها السلطان سليمان القانوني في عام 1529 وهو الحصار العثماني الأول لها.
وحتى يومنا هذا يُقال في اللغة المجرية المثل: “Több is veszett Mohácsnál”، والذي يعني “لقد فقدنا المزيد في موهاكس”، وهي تُستخدم لتخفيف وقع المصائب، بالتذكير أن ما حدث في موهاكس كان أسوأ، ولا ريبة أن المعركة لم تفتح الطريق للعثمانيين لفتح المجر فقط، بل وإلى السير نحو العاصمة النمساوية فيينا!.