الرياضة اليوم
غياب الجماهير عن المدرجات يلقي بظلاله على مستوى كرة القدم المصرية
كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي شغف يعيشه الملايين، والجماهير هي نبضها الحقيقي. في مصر، لطالما كانت الجماهير تمثل اللاعب رقم 12 في كل مباراة، بتشجيعها الحماسي، وصيحاتها، وأهازيجها التي تبث الحماس في نفوس اللاعبين. لكن غياب الجماهير عن المدرجات في السنوات الأخيرة – لأسباب أمنية وتنظيمية – ألقى بظلاله على كرة القدم المصرية بشكل عام، وعلى أداء الأندية والمنتخب الوطني بشكل خاص.
أثر الغياب على الأداء الفني
أدى غياب الجماهير إلى انخفاض الحماس لدى بعض اللاعبين، خصوصًا في المباريات المحلية. فالأجواء الباردة والخالية من التفاعل الجماهيري تؤثر سلبًا على الروح القتالية والدافع المعنوي للاعبين، ما يؤدي إلى أداء باهت، وانخفاض في مستوى المنافسة.
الجمهور يُعتبر أداة ضغط إيجابي على اللاعبين، تحفزهم لبذل أقصى مجهود. في غيابهم، يغيب التحدي الذاتي، ويظهر التراخي في بعض المباريات، خاصة تلك التي تُلعب بدون رهان كبير.
التأثير على الأندية من الناحية المالية
تعتمد الأندية على إيرادات التذاكر كجزء من دخلها، وغياب الجماهير يعني خسارة مالية متراكمة. كذلك، يقل الاهتمام من الرعاة والبث التلفزيوني عندما تغيب الأجواء الحماسية، ما يُفقد الدوري جاذبيته.
كما أن حرمان اللاعبين الشباب من اللعب أمام جماهير غفيرة يقلل من فرص إعدادهم نفسيًا للتعامل مع الضغوط، وهو ما يظهر جليًا في ضعف أداء بعضهم عند تمثيلهم للمنتخب الوطني.
تأثير الغياب على المنتخب الوطني
لطالما كانت الجماهير المصرية عاملًا حاسمًا في تفوق المنتخب داخل أرضه، سواء في تصفيات المونديال أو البطولات القارية. غياب الجمهور أفقد الفراعنة هذا السلاح القوي، وأدى إلى تراجع الأداء داخل الديار، وأفقد اللاعبين الإحساس بالرهبة والتحدي.
الجوانب النفسية والثقافية
الملاعب بدون جمهور تشبه المسرح بدون متفرجين. تغيب الأهازيج، وتُكبت العواطف. الجمهور المصري معروف بشغفه الكبير وقدرته على تغيير مجريات المباريات، وأحيانًا حتى قلب النتائج. غياب هذا التفاعل أثر سلبًا على شعبية الدوري، وتراجع نسب المتابعة.
رغم محاولات استعادة الجماهير تدريجيًا إلى المدرجات، إلا أن الوضع ما زال بعيدًا عن الحالة الطبيعية التي اعتادها الشارع الكروي المصري. عودة الجماهير باتت ضرورة، ليس فقط من أجل الترفيه، بل من أجل إعادة الروح لكرة القدم المصرية، ورفع مستوى التنافس، وتحقيق العدالة الرياضية.