نرفض التدخل الخارجي باختيار “البيجيدي” لأمينه العام المقبل

رفض عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، التدخل الخارجي في اختيار المؤتمرين للأمين العام المقبل للحزب خلال المؤتمر التاسع، مؤكدا أن المؤتمر سيد نفسه، وأن الحزب ليس زاوية وأعضائه ليسوا “مريدين”.

بخصوص بقاء أو رحيل عبد الإله بنكيران خلال المؤتمر التاسع للحزب، أوضح بووانو، خلال مروره ببرنامج “مع بلهيسي على جريدة “مدار21″، أن المؤتمر هو صاحب القرار في هذا. مَن يريد بقاء بنكيران أو يطالب برحيله، فليعبّر عن رأيه، والمؤتمر سيقرر. أما أن يأتي أحد من خارج الحزب ويطلب بقاء فلان أو رحيل علان، فهذا مرفوض. نحن نؤمن بالاختيار الديمقراطي داخل المؤتمر. الحزب ليس “زاوية”، كما قيل. نحن لسنا أتباعًا ولا “مريدين”. كل واحد في الحزب له رأيه وشخصيته ومسؤوليته، ويعبّر عن رأيه بكل حرية.

وشدد على أنه “لا يمكن أن نفرض على أحد من يجب أن يبقى أو يرحل. كل شيء يُحسم بالتصويت، من طرف 1700 مؤتمر، وهم من سيقررون مصير القيادة المقبلة”، مضيفا “ناقشنا خيار فتح التصويت على الأمين العام أمام جميع الأعضاء الـ20 ألفا، هذا دليل على أن الحزب ما يزال يناقش ديمقراطيًا. نحن لا نتشنج من الآراء المخالفة، بل نتشنج فقط عندما يُطلب منا قول ما لا نؤمن به”.

وأفاد بووانو أن حزب العدالة والتنمية حزب مستقل وحر في قراراته. وليست هذه المرة الأولى التي نمر فيها بمطبات مشابهة. ففي عام 2008، حين أفرز المؤتمر الأستاذ بنكيران، كانت الظروف التنظيمية أصعب. حينها أعددنا أطروحة “النضال الديمقراطي”، وناقشنا آنذاك قضايا التيارات، وهل ينبغي الإبقاء عليها، كما ناقشنا مداخل الإصلاح، إن كان أخلاقيًا أو دستوريًا أو قانونيًا أو سياسيًا… فخرجنا بتلك الأطروحة التي أجابت عن عدد من الإشكالات.

ولفت إلى أن أهمية هذا المؤتمر في كونه يأتي بعد النكسة التي تعرض لها الحزب في انتخابات شتنبر 2021، والتي رافقها استهداف واضح. لا يمكن تجاهل هذه النكسة ولا يمكن أن نقبل أن حزبًا بنى مكانته بجدية وتفانٍ أن يتحول فجأة من 125 مقعدًا إلى 13. أيّ منطق يقبل هذا؟ حتى الذكاء الاصطناعي، إن سألته عن حزب عاش هذه المسيرة وهذا الحضور، فلن يستطيع تفسير ما وقع.

ولم ينف عبد الله بووانو أن الاستهداف الذي تعرض له الحزب ساهمت به أيادي من داخل الحزب أيضًا، مضيفا أن الرهان الأكبر في هذا المؤتمر هو أن يستعيد حزب العدالة والتنمية مكانته الطبيعية. ولهذا فمنذ مؤتمر أكتوبر 2021، وعلى مدى ثلاث سنوات ونصف، كان وجود الحزب واضحًا وحاضرا بقوة.

وبخصوص إمكانية تحول المؤتمر إلى ساحة للصراعات والانقسامات، رد بووانو “أقسم بالله هذا لن يحدث. هذا النقاش موجود فقط في أذهان البعض.. نحن لن نتشاجر لا بالكؤوس ولا بالأطباق ولا بالكلمات النابية. نحن نمارس ما نسميه “التداول”، وقديمًا كنا نسميه “الجرح والتعديل”، طرحنا إمكانية أن تكون الصحافة حاضرة”.

وشدد “اليوم، هناك نقاش مسؤول، وأحيانًا حاد داخل الحزب. ونحن نستعد لهذا المؤتمر من خلال مناقشة قضايا جوهرية. نعم، تناولنا كثيرًا من المواضيع التي طرحها مصطفى الرميد، وقررنا معالجة بعضها، وتجاهل أخرى.

وأشار إلى أنه داخل الحزب هناك قضايا نختلف حولها مع عبد الإله بنكيران مثل “المصالحة” مع الغاضبين، إذ يقول الأمين العام إنه لم يطرد أحدا من الحزب. وحذرنا من أن هذا النقاش لن يسفر حلا، وفي بعض الجوانب اقتنعنا برأيه، وقررنا تأجيل النقاش، ولا توجد قضية لم تُناقش.

عن أسيل الشهواني

Check Also

بركة يعلن توسيع مشاركة المقاولات الصغرى في أوراش “مونديال 2030”

كشف وزير التجهيز والماء، نزاء بركة، عن مراجعة وزارته للشروط التي تضعها لتحديد المقاولات المتنافسة …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *