«آرت دبي ديجيتال».. التكنولوجيا ترسم مستقبل الفنون

من الشاشات والمشاهد المتحركة إلى الكاميرات التي تعمل بواسطة الحساسات، تتنوع التقنيات الحديثة التي تدخل على العمل الفني، في قسم «آرت دبي ديجيتال» في معرض آرت دبي الذي يختتم النسخة الـ19 اليوم في مدينة جميرا.

واللافت في الأعمال الفنية في هذا القسم، أنها لا تستند إلى التكنولوجيا فحسب، بل تسخر العديد من العلوم مثل علوم الأحياء وغيرها لتوجد حالة من التفاعل بين المتلقي والعمل الفني، ما يجعل هذه التقنيات ترسم الشكل المستقبلي للفنون الرقمية، وما يمكنها أن تحمله من تجدد وتغيرات كبيرة.

وقالت المديرة التنفيذية لـ«آرت دبي»، بينيديتا غيون، لـ«الإمارات اليوم»، إن قسم الفن الرقمي يتوسع عاماً بعد آخر، ويبرز مكانة دبي في هذا النوع من الفنون، مشددة على تنامي الاهتمام بالفن الرقمي في المنطقة بشكل عام.

وأشارت إلى التبدلات الكثيرة التي يشهدها الفن الرقمي، فهناك كثير من التجارب التي تستخدم الوسائط المتنوعة، وما يسعى إلى إبرازه هذا القسم هو أن التكنولوجيا أدوات ووسائط، وليس بالضرورة أن تكون لها تأثيرات في الثيمات التي يسعى الفنانون إلى استكشافها وتقديمها.

شاشة عملاقة

الفنان اللبناني رالف خوري الذي قدّم عملاً جمع فيه بين العالمين الواقعي والافتراضي، قدّم شاشة ترصد شكلاً حالماً لما نشاهده على الشاشات التي تحيط بحياتنا اليومية، بينما خلفها وعلى شاشة عملاقة، وضع التفاصيل التي تتركب منها هذه الصورة الحالمة.

وأوضح خوري أنه حاول من خلال العمل رصد كيفية إعادة ابتكار العالم المادي الذي يحيط بنا من خلال التقنيات، سواء الشاشات أو حتى الهواتف، فنحن اليوم نرى نسخة رقمية من الطبيعة، مشيراً إلى أنه عمل على تصوير طريقة تركيب النسخ الافتراضية من أشكال تمثّل المحرك لعالمنا المادي.

واعتبر أن عمله يحمل كثيراً من الألوان، لافتاً إلى أنه في العمل الرقمي يجمع بين الأسلوب الكلاسيكي، إذ يبدأ بالرسم، ومن ثم يعمل على التقنيات من أجل تنفيذه، منوهاً بأنه لا يمكن الاستغناء عن أشكال الفن الكلاسيكية، لأنها ضرورية في إنتاج العمل.

ذكاء اصطناعي

من جهته، يقدّم الفنان التركي فردي أليسي (من أوتش استوديو)، عملاً تركيبياً يقوم على الذكاء الاصطناعي، إذ يتم وضع جهاز على الدماغ، يقرأ البيانات من الدماغ، ويحلل المخيلة والأحلام والنوم وطريقة حل المشكلات، وكذلك يرصد خفقان القلب.

وقال: «في عملي لا يتم تسجيل البيانات، بل استكشافها فقط، إذ يجمع بين الفن والعلوم والتكنولوجيا الخاصة بالذكاء الاصطناعي، فالأخير هو الذي يقرر الألوان الراصدة لبيانات الدماغ التي ستظهر على الشاشة، ووجود كثير من الألوان يعني أن البيانات أكثر تعقيداً».

وحول تأثير الحالة النفسية لقراءة البيانات، أضاف أن العمل يعكس الحالة الخاصة بالمرء، لأنه يتحول من متفرج إلى متفاعل مع العمل الفني، كاشفاً أن إنجاز هذا العمل استغرق نحو ست سنوات من العمل البحثي، واصفاً الذكاء الاصطناعي بأنه صديق للعمل الفني، ويأخذنا إلى إبداعات بأشكال جديدة.

«شمس» من العُلا

أما الفنانة السعودية دانيا الصالح، فقدمت عملاً رقمياً بعنوان «شمس»، ونفذته خلال برنامج إقامة فنية في منطقة العُلا. وقالت إنه وُجد في العلا الكثير من العقيق، لذا اشترته وطحنته ووضعته في اللوحات، موضحة أن ارتباط العقيق يحمل رمزية أسطورية خاصة بالشمس، لذا التقطت كثيراً من الصور والفيديوهات وركبتها بعضها مع بعض، ونتج عنها عمل تجريدي لشروق الشمس.

وأشارت الصالح إلى أنها شاركت في المعرض أكثر من مرة، والقسم الخاص بالفن الرقمي يشهد توسعاً، وكذلك مستوى الأعمال الموجودة بات أكثر قوة من الدورات السابقة.

«إيقاظ العين»

من جهتها، قدمت الفنانة الروسية فيكتوريا كوبا، عملاً رقمياً بعنوان «إيقاظ العين»، رصدت فيه قزحيات العيون المختلفة من دول متعددة، مشيرة إلى أنها استكشفت نوعاً جديداً من الفن الرقمي خلال رحلة إنجاز العمل الفني، لاسيما أنها بدأت بالتصوير لتنتقل إلى جمع الصور في فيديو متحرك. ولفتت إلى أن الرسالة التي يحملها العمل تقوم على المشاعر الإنسانية واللطف في الحياة، وهو قائم على حوار حقيقي قام بينها وبين امرأة لا تعرفها، كانت بحاجة إلى مشاعر التقبل والحب في المجتمع والحياة.

وذكرت كوبا أن هناك 50 عيناً مختلفة في الفيديو، وقد التقطت عيون أمهات من مختلف أنحاء العالم، بهدف إبراز الحوار الذي نحتاج إليه ويمكن التعبير عنه من خلال الفن.


«القمة»

نُظمت النسخة الثانية من القمة الرقمية في «آرت دبي»، على مدى ثلاثة أيام، واستندت إلى المنصة التي أنشأتها «آرت دبي ديجيتال»، وكان هدفها استكشاف موضوع «ما بعد السمو التكنولوجي».

وأقيمت القمة تحت إشراف غونزالو هيريرو دليكادو، القيّم على «آرت دبي ديجيتال»، ووفرت فرصة فريدة للنقاش حول كيفية توظيف الفن والتكنولوجيا لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والثقافية والسياسية الملحّة.

وتضمن برنامج القمة محادثات وجلسات ومحاضرات، مع إسهام من مديري وأمناء المتاحف والخبراء الذين يشكلون مشهد الفن الرقمي العالمي.

وتناولت القمة موضوعات متنوعة، منها النشاط البيئي في الفن الإعلامي، والتحيز في الذكاء الاصطناعي، ومستقبل المتاحف في العصر الرقمي.

Google Newsstand

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


عن ثراء زعموم

Check Also

روبوتات تنافس البشر في نصف ماراثون بالصين

انضم 21 روبوتاً على هيئة بشر إلى آلاف العدائين في نصف ماراثون ييتشوانج في بكين، …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *