تجمع العشرات من الأشخاص، بمن فيهم صحفيون، أمام محكمة في إسطنبول يوم الجمعة، للمشاركة في جلسة محاكمة متهمين بتنظيم مظاهرات مناهضة للحكومة ورفض الامتثال لأوامر الشرطة بالتفرق.
وجاءت هذه الاحتجاجات بعد اعتقال عمدة المدينة المعارض، أكرم إمام أوغلو، الذي يُعتبر التحدي الرئيسي لحكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المستمر منذ أكثر من عقدين.
واعتُقل إمام أوغلو في 19 مارس الماضي وسُجن بعد أيام بتهم فساد، وهو ما أثار احتجاجات واسعة النطاق في البلاد.
فيما تؤكد الحكومة التركية أن القضاء مستقل وأن المحاكم تعمل بحيادية، لكن منتقدين يعتبرون أن القضية ذات دوافع سياسية.
وخلال الجلسة، بدأت محاكمة 189 متهماً، معظمهم من طلاب الجامعات، بتهم المشاركة في مظاهرات محظورة ورفض الامتثال لأوامر التفريق. كما وُجهت إلى بعضهم تهم حمل الأسلحة. وأثناء الجلسة الافتتاحية، طالب محامو الدفاع بتبرئة جميع المتهمين.
من بين المتهمين، كانت الطالبة ديرين دوجا كوش، التي قضت 18 يومًا في سجن سيليفري وأُفرج عنها الأسبوع الماضي مع مجموعة من الطلاب الآخرين. وقالت كوش: “قضينا 18 يومًا في السجن بسبب جرائم لن تُسجل حتى في سجلاتنا وسيتم تبرئتنا منها. لقد فاتنا مواعيد الامتحانات وبعض زملائنا فقدوا وظائفهم.”
وأضافت بغضب: “هذه ليست عملية قانونية؛ إنها عملية يتم فيها دوس القانون.”
وخارج مبنى المحكمة، تجمع أولياء أمور المتهمين ورفاقهم لدعمهم. وقال أفنى غندوغان، والد أحد المتهمين: “شاركوا في أنشطة ديمقراطية وسلمية وشرعية. مارسوا حقوقهم الدستورية، وانتُهكت حقوقهم. نطالب بحكم البراءة لأبنائنا.”
وشهدت الجلسة أيضًا محاكمة أربعة مصورين صحفيين وثلاثة صحفيين كانوا يغطون الاحتجاجات، لكن المحكمة قررت فصل قضيتهم عن المحاكمة الرئيسية.
والمتهمون هم جزء من أكثر من 2000 شخص تم اعتقالهم خلال الاحتجاجات التي تعتبر الأكبر في تركيا منذ أكثر من عقد.
وحمل المتظاهرون شعارات مثل “كرامة الإنسان ستنتصر على التعذيب”، “لا يمكن للقمع أن يثبط عزيمتنا”، و”دمر السجون، حرية للمحتجزين”. رددوا أيضًا: “لسنا خائفين، لن ننحني”، و”سننتصر بالمقاومة.”
ووسط أجواء مشحونة، أطلق المتظاهرون البالونات في السماء ونظموا اعتصامًا أمام المحكمة، معبرين عن استمرارهم في النضال لتحقيق العدالة وإطلاق سراح المتهمين.