اشتكى الحبيب كمال، رئيس المرصد المغربي للحماية الاجتماعية، من ضعف تواصل الحكومة مع المجتمع المدني وانغلاقها على نفسها في ما يتعلق بتقييم ورش الجماية الاجتماعية، مشددا على أن المدة القصيرة لتنزيل هذه السياسة الاجتماعية كشفت عن تضرر النساء، في مستوى أول، من طريق تنزيل مشروع الحماية الاجتماعية.
وأضاف الحبيب كمال، ضمن الكلمة التي ألقاها لقاء دراسي حول “ورش الحماية الاجتماعية بين الإكراهات والتحديات” الذي نظمه الفريق الاشتراكي بمجلس النواب والمرصد المغربي للحماية الاجتماعية، أنه “سجلنا نقصا في حوار وتواصل الحكومة مع المجتمع المدني في ما يتعلق بتقييم هذا الورش الاجتماعي الكبير”.
وألحَّ الفاعل المدني ذاته على أن “إنجاح ورش الحماية الاجتماعية بوصفه ورشاً معقداً يمس حياة جميع المواطنين ولا يمكن أن يتم دون انفتاح الحكومة على الفاعلين فيه”، مشدداً على أن “مسؤولية الحكومة في هذا الباب ثابتة”.
وأشار الحبيب إلى أنه “لدينا عوائق من بينها أن يكون الضمان الاجتماعي حقا أساسيا، وثانيا تقوية الآليات لمواجهة أزمة الفقر وتعويض الأشخاص الذين فقدوا عملهم وتطوير الاستراتيجية الوطنية لحماية اجتماعية شاملة منسجمة مع المعايير الدولية”، مشددا على أن “المسؤولية هي إيجاد أجوبة لجميع الأسئلة التي يطرحها تنزيل هذا الورش”.
واعتبر أنه “لابد من إقرار حماية اجتماعية قوية وشاملة وتحترم حقوق الإنسان”، مبرزا أن هذه الغاية لا يمكن أن تتم دون ترافع وتوسيع التشاور والاستماع لمن له علاقة بهذا الورش وكل الفاعلين والمعنيين به.
وضمن التحديات التي اعتبر المصدر عينه أنها تواجه هذا الورش الكبير “تحدي ارتفاع معدلات الفقر وتزايد نسبة الشيخوخة والقدرة على استقطاب جميع الأشخاص المستهدفين وتجويد البيئة الحاضنة للبيئة الاجتماعية واعتماد مقاربة حقوق الإنسان والنوع الاجتماعي في هذا الورش”.
وشدد المتحدث ذاته على أن التحدي الأكبر الذي يواجه هذا الورش هو تضرر النساء من طريقة تنزيل برامج مشروع الحماية الاجتماعية.
من جانبه، اعتبر رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، عبد الرحيم شهيد، أن “نجاح ورش الحماية الاجتماعية مرتبط بالوزارات والنقابات والتعاضديات والمجتمع المدني وكل الفاعلين فيه وفي إنجاحه”، مشددا على أنه “لا يمكن أن نكسب هذا التحدي إلا بالمشاركة المباشرة لكل هذه الفعاليات”.
وسجل رئيس نواب “الوردة” أن الهدف من توسيع المشاركة في تنزيل مشروع الحماية الاجتماعية هو التقييم الجماعي له، مبرزاً أن “الانتقادات أمر طبيعي يسمح بالمواكبة في إنجاح هذا الورش الذي سيطر على النقاش العام والنقاش السياسي داخل المؤسسات بما فيها خطابات الملك”.
واعتبر رئيس الفريق الاشتراكي بمجلس النواب أن الأسئلة المطروحة اليوم على ورش الحماية الاجتماعية هي تحدي الاستدامة وتحدي التعامل مع المراحل المستقبلية على مستوى التنزيل والتمويل”.