وتشكل هذه الضربات إحدى أكثر الهجمات دموية ضمن الحملة الجوية التي أطلقتها واشنطن ضد مواقع الحوثيين منذ 15 آذار/مارس، في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي شملت مئات الأهداف.
وفي تطور لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلقته جماعة أنصار الله باتجاه إسرائيل، ما أدّى إلى تفعيل صفارات الإنذار في تل أبيب ومناطق أخرى، وفق بيان رسمي.
وبموازاة ذلك، تصاعد الطابع الدولي للنزاع اليمني، إذ اتهمت الولايات المتحدة شركة أقمار صناعية صينية بـ”الدعم المباشر” لهجمات الحوثيين، وهو ما لم تعلّق عليه بكين على الفور.
وبثّت قناة “المسيرة” التابعة لأنصار الله لقطات مصوّرة لما قالت إنه آثار القصف على الميناء، أظهرت جثثًا متناثرة في مكان الغارة. وأفادت القناة أن من بين القتلى مسعفين ومدنيين يعملون في المرفأ، مشيرة إلى أن الهجوم تسبّب بانفجار ضخم واندلاع حرائق.
من جهتها، بررت القيادة المركزية الأمريكية الضربة بكونها “محاولة لحرمان الحوثيين، المدعومين من إيران، من مصدر الوقود والإيرادات غير المشروعة التي موّلت عملياتهم الإرهابية في المنطقة طوال أكثر من عشر سنوات” وفق تعبيرها.
وأضاف البيان: “لم يكن الهدف من الضربة إلحاق الأذى بالشعب اليمني، الذي يتطلع بصدق إلى التحرر من سيطرة الحوثيين والعيش بسلام”.
ويمثّل ميناء الحديدة نقطة محورية في البنية الاقتصادية اليمنية، نظرًا لموقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر وارتباطه المباشر بالمسارات البحرية الدولية. وقد أُنشئ مطلع ستينيات القرن الماضي ليكون البوابة الرئيسية لاستيراد المواد الأساسية والمساعدات الإنسانية.
وتزامنت الهجمات الأخيرة مع تصعيد أمريكي لافت، بعدما أعطى ترامب تعليمات بشنّ عمليات عسكرية موسعة ضد الحوثيين، أعقبها تصريحات تعهد فيها “بإزالتهم من الوجود”، على حد وصفه.
رغم ذلك، لم تتراجع الجماعة، إذ صعّدت من عملياتها العسكرية عبر استهداف سفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، إضافة إلى إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، وذلك ردا كما يقول الحوثيون على استئناف الهجمات الإسرائيلية المكثفة ضد قطاع غزة منذ 18 آذار/مارس.