مشهد حافل بالفنون من مختلف أنحاء العالم تقدمه النسخة الـ19 من آرت دبي، المعرض الذي يستقطب تجارب فنية متنوعة، تتباين بين التشكيل والتركيب والنحت والفن الرقمي، ويقدم المعرض – الذي يفتتح أبوابه للجمهور اليوم، تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله – تجارب فنية لفنانين من حول العالم، فيما تشهد هذه النسخة مشاركة 11 فناناً إماراتياً، فضلاً عن وجود الأعمال التكليفية المتنوعة، التي في أغلبها تقدم تجارب حسية متنوعة.
ملتقى مهم وأساسي
الأعمال المشاركة في المعرض حملت الكثير من التجارب التي تقوم على استخدام الوسائط المتعددة، فتنوعت بين الألوان والخشب والسيراميك والصدف والزجاج وغيرها الكثير، سواء في قسم الفن المعاصر أو الحديث أو «بوابة».
وشاركت صالة «صالح بركات» في المعرض في قسمي الفن المعاصر والحديث، وتحدث صالح بركات عن مشاركته، قائلاً: «قدمنا في قسم الفن المعاصر أعمال الفنانين الذين نقدم معارضهم على مدار العام في بيروت، بينما في قسم الفن الحديث اخترنا أعمالاً متنوعة ومنسجمة مع ثيمة المعرض التي تركز على فن العالم العربي وجنوب أميركا، ولهذا اخترنا تجربة فنية تميّزت بكونها لفنان عاش بين لبنان وجنوب أميركا»، ولفت إلى أنه حريص على المشاركة في المعرض منذ الدورة الأولى، واصفاً المعرض بالملتقى السنوي المهم والأساسي للعاملين في مجال الفنون، ويؤمن التواصل مع الجمهور والمقتنين والعاملين في مجال الفنون.
تجارب جديدة
من جهته، مدير غاليري «إيزابيل» في السركال أفينيو، جاد كرم، تحدث عن الأعمال المعروضة، ومنها أعمال محمد كاظم التي صوّر فيها موج البحر، للتعبير عن المشاعر والحدود الجغرافية، وكذلك عمل الفنان حسن شريف الذي يرسم فيه الطائرات ويأخذ كثيراً من أسلوبه في الكاريكاتير، ولفت كرم إلى أنه عرض أيضاً مجموعة من أعمال السيراميك للفنانة لبنى شودري، وغيرها من التجارب المتنوعة التي تقوم على مواد مستدامة كالصدف أو الصوف والخيوط، ونوه بأن دبي تشكل مركزاً للفنون في المنطقة، وتجذب الكثير من الفنانين من حول العالم، مشدداً على أن المعرض يتوسع عاماً بعد آخر، ويحمل الكثير من التجارب الجديدة للمنطقة.
الهوية البصرية
بينما اختارت مؤسِّسة غاليري «ايريس بروجكتس»، مريم الفلاسي، تقديم أعمال الفنان السعودي عبدالله العثمان، في مشاركتها الأولى في «آرت دبي»، لافتة إلى أن الفنان قدم في عمله التركيبي الهوية البصرية للمدينة، حيث جمع العديد من المشاهد والصور من أجل ابتكار شكل الهوية الخاصة بالمدينة من جديد، موضحة بأنه قدم هذا العمل التركيبي ضمن أكثر من نسخة، واعتبرت الفلاسي أن المعرض يشكل منصة مميّزة لها للمشاركة والتواجد في سوق الفن المزدهر، خصوصاً أن تجربة الفنانين تصبح أكثر ثراء من خلال المعارض العالمية.
الرأي الشخصي
أما حافظ غاليري فقدم أعمال الفنان المصري، إبراهيم الدسوقي، الذي تحدث عن لوحاته قائلاً: «تتميّز الأعمال بكونها تُعدّ تجسيداً للصبار والزيتون وهي نباتات تعبر عن الحزن والأمل أيضاً، لاسيما أنني جسدت الزيتون غير منتج للبذور، فيما الصبار نبات لا يحتاج إلى رعاية، ولكنه ينتج التين الشوكي المميّز بطعمه الحلو، وهذا يدل على الأمل رغم الظروف الصعبة». ولفت إلى أنه يعمل على اللوحات المحملة بالرسائل، لأنه يسعى دائماً إلى إضافة الجزء الشخصي في العمل الفني، خصوصاً أنه يسعى إلى تقديم الرأي الشخصي بشكل فني وغير مباشر، وشدد الدسوقي على أنه شارك في آرت دبي أكثر من مرة، ويعدّ تقديم هذه الأعمال ضمن المعرض فرصة مميّزة لتقديم هذه الأعمال للجمهور، لأنها أنتجت خلال عامين وتحمل الكثير من التفاصيل، ويمكن للجمهور من مختلف المستويات تذوقها.
أغنية لصباح
الفنان الإماراتي فارس الشعفار قدّم مجموعة من أعماله التي تعكس الموسيقى من خلال اللون، مشيراً إلى أن التركيب الموسيقي يمنح المرء شعوراً معيناً، ولهذا يستكشف من خلال الألوان هذه المشاعر، ولفت إلى أن بعض الأغنيات التي رسمها ومنها أغنية «يانا يانا» لصباح تتسم باللون الفضي، موضحاً بأن أغنية أحلام «طلقة أو رصاصة» يمكن أن يراها بالكثير من الذهب أو الفضة، نظراً إلى استخدام آلة الكمان كثيراً في الموسيقى. وأكّد الشعفار بأن مشاركته الأولى في المعرض تحمل الكثير من الاستكشاف بالنسبة له، وكذلك الفخر كونه يمثّل الفن الإماراتي.
أما الفنانة الإماراتية سارة الحداد فنوهت بأن اللغة العاطفية التي تقدم بها أعمالها هي الخيوط، فالخيط هو المادة الحاضرة دائماً في أعمالها، والتي تعبر عن مشاعرها بامتياز، وأشارت إلى أن اللوحات التي قدمتها في المعرض تتسم بكونها تعكس الطبيعة، وتحمل العناصر المتعددة، وقد نفذتها ضمن برنامج الإقامة الفنية في إيطاليا، ونوهت الحداد بأن أعمالها حملت الكثير من الأسلوب الحالم، وتميّزت بأن الخيوط وطريقة الرسم بها، أتت مشابهة للصور التي التقطتها للطبيعة، وقد جمعتها في الأعمال، مشددة على أنها تنظر إلى العمل الفني من خلال تجدد مشاعرها تجاهه باستمرار.
11 فناناً إماراتياً في المعرض
أكّدت المستشارة الخاصة للفن والثقافة في آرت دبي، هالة خياط، لـ«الإمارات اليوم» أن النسخة الـ19 من المعرض تتسم بكونها تحمل عدداً كبيراً من المشاركين، حيث تم توزيع 110 صالات من 60 مدينة عالمية، ضمن أربعة أقسام، هي: الفن المعاصر، والفن الحديث، وبوابة، ودبي آرت ديجتال، موضحة أن قسم الفن الرقمي يشهد توسعاً كبيراً عاماً بعد آخر، حيث إن هذا القسم يبدأ بتقديم الأعمال المرتبطة بالحركة والهندسة، وينتقل إلى التقنيات الأكثر تعقيداً، وأشارت إلى أن التجديد في الفن الرقمي، لم يعد مقتصراً على رغبة الفنان في أنه قرر الاستعاضة عن الألوان الزيتية أو الأكريليك بالكمبيوتر، بل إنه يشهد دخول تقنيات متجددة، وهناك أنواع متباينة ومراحل متعددة بهذا الفن، تبدأ من الرسم لتمتد إلى التحريك ومن ثم يحضر الذكاء الاصطناعي ويتم اختيار أشكال عرض العمل، وكيفية اقتنائه أيضاً.
وحول الفنانين الإماراتيين المشاركين في المعرض، أشارت إلى وجود 11 فناناً إماراتياً مشاركاً في هذا المعرض، ويُعدّ العمل المكلف، للفنان محمد كاظم، من الأعمال الإماراتية المهمة، فضلاً عن المشاركات العربية والعالمية المتنوعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news