23/12/2024–|آخر تحديث: 23/12/202404:16 م (بتوقيت مكة المكرمة)
أعلن رئيس الوزراء الألباني إيدي راما -السبت- اعتزام الحكومة غلق شبكة التواصل الاجتماعي “تيك توك” التي وصفها بـ”البلطجي” الذي ينشر “القاذورات”، لمدة عام على الأقل، بدءا من أوائل عام 2025.
وأفاد تقرير للكاتب ناثان جوبيو -نشره موقع “آر تي إل” الفرنسي- بأنه “في غضون أسابيع قليلة، سيتم حظر الولوج إلى تيك توك في ألبانيا لمدة عام على الأقل”.
وحسب الكاتب، يعود تعليق هذه الشبكة الاجتماعية -الذي أعلنه رئيس الوزراء إيدي راما يوم السبت 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري- إلى حادثة وفاة طالب يبلغ من العمر 14 عاما خلال شجار بالقرب من مدرسة في تيرانا نشأ بعد نزاع على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأُطلق نقاش في البلاد بين الآباء وعلماء النفس والمؤسسات التعليمية عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب.
في الأثناء، قال راما: “تيك توك هو بلطجي الحي. سنطرد هذا اللص من حيّنا لمدة عام. في الصين، يعرض تيك توك كيف يمكن للطلاب متابعة الدروس وحماية الطبيعة وكيفية الحفاظ على التقاليد. لكن على هذه المنصة خارج الصين، لا نرى سوى القذارة. لماذا نحتاج إلى ذلك؟”.
برامج الوقاية
وأضاف رئيس الوزراء أن الحكومة الألبانية ستطلق برامج تساعد الطلاب في تعليمهم وتمكن الآباء من متابعة مسار أبنائهم.
ويحظى تطبيق تيك توك، الذي تملكه شركة بايت دانس الصينية والذي يستخدمه مليار مستخدم نشط حول العالم، بشعبية خاصة بين الشباب. ويتفوق التطبيق على جميع منافسيه في قدرته على جذب الانتباه. فوفقا لتقرير صادر عن وكالة “وي آر سوشال”، استخدم مستخدمو أندرويد منصة “تيك توك” 34 ساعة في المتوسط كل شهر في عام 2024.
ومع ذلك، رافق هذا النجاح تجاوزات وانتقادات، حيث يتهم منتقدو “تيك توك” التطبيق بحصر مستخدميه في صوامع المحتوى عبر خوارزمية مبهمة والترويج للمعلومات المضللة والمحتوى غير القانوني أو العنيف أو الفاحش، خاصة بين الشباب.
قلق دولي
وفي محاولة لاحتواء الآثار السلبية، اتخذت عدة بلدان إجراءات. كما هي الحال مع ألبانيا، إذ أشارت كوسوفو ومقدونيا الشمالية وصربيا إلى التأثير السلبي للمنصة، خاصة على الشباب. وقد تم تسجيل ما لا يقل عن 22 حالة إلحاق أذى بالنفس وسط فتيات من مدارس مختلفة في بلدة جاكوفا في جنوب غرب كوسوفو قبل شهرين بسبب تحد خطير على “تيك توك”.
وفي مقدونيا الشمالية، كشفت وسائل الإعلام المحلية عن نقل العشرات من الفتيات المراهقات إلى المستشفى، خلال فترة قصيرة من الزمن، بسبب إصابات لحقت بهن بعد لعب تحدي “السوبرمان”، الذي يتضمن رميهن في الهواء من قبل الأصدقاء.
وفي صربيا، في مدينة نوفي بازار جنوب غربي البلاد، شارك عديد من الشباب في تحدي “الاختناق” في مختلف المدارس الثانوية.
من جانبها، تراقب فرنسا عن كثب المخاطر المرتبطة بـهذا التطبيق. وفي بداية نوفمبر/تشرين الثاني، رفعت مجموعة مكونة من 7 عائلات دعوى قضائية ضد الشبكة الاجتماعية بتهمة تعريض أطفالهم لمحتوى قد يؤدي إلى الانتحار.
إلى جانب ذلك، فتحت هيئة مراقبة المنافسة في إيطاليا تحقيقا في مارس/آذار 2023 ضد “تيك توك”، للاشتباه في عدم تطبيق قواعد مراقبة “المحتوى الخطير الذي يحرض على الانتحار وإيذاء النفس واضطرابات الأكل”.
وقد قدم مسؤولو المدارس العامة في مدينة سياتل في الولايات المتحدة شكوى في يناير/كانون الثاني 2023 ضد “تيك توك” وشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى، بما في ذلك إنستغرام و”سناب شات”، بسبب “الأضرار” التي تلحق بالصحة النفسية لرواد هذه المنصات من فئة الشباب.
ويحظر القانون الأسترالي استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لمن هم دون سن الـ16. ويعد هذا أحد الإجراءات الأكثر صرامة في العالم في هذا المجال.
واختتم الكاتب التقرير بالقول إن تطبيق “تيك توك” يثير كثيرا من الجدل، فقد فتحت المفوضية الأوروبية تحقيقا بعد الاشتباه في تدخل أجنبي في الانتخابات الرئاسية الملغاة في رومانيا. وبسبب اشتباكات دامية على الحدود مع الصين، تم حظر “تيك توك” منذ عام 2020 في الهند.