النجاح لا يشبه منشورات إنستغرام: أهم النصائح لإدارة مشروعك التجاري

المنشورات اليومية التي تظهر على “إنستغرام” حول النجاح قد تمنحك تصورًا غير واقعي عن حقيقة ريادة الأعمال. الواقع ليس دائمًا مشرقًا أو مستقرًا، بل غالبًا ما يكون مليئًا بالتحديات والضغوط. الطريق الريادي ليس مجرد فكرة ملهمة أو صور أنيقة، بل سلسلة من القرارات والمواقف والاختبارات اليومية. في هذا المقال، ستجد مجموعة من النصائح التي قد تساعدك على التعامل مع مشروعك بطريقة أكثر واقعية ووعيًا.

في البداية، الفكرة وحدها لا تكفي. الإعجاب بالفكرة لا يعني أن المشروع سينجح تلقائيًا. لا بد من تنفيذ فعلي، وخطة واضحة، والتزام حقيقي بالعمل والمتابعة. المواظبة والعمل الجاد يمنحانك تطورًا في أداء مشروعك التجاري، ويضمنان استمراريته في السوق.

كذلك، احذر أن تقع في فخ الكمال. السعي للمثالية المفرطة قد يؤخر البداية أو يمنعها تمامًا. المشروع لا يبدأ في صورته النهائية؛ بل يبدأ صغيرًا، ويتطور تدريجيًا مع التجربة والتعديل. ربما تمنعنا المخاوف المفرطة من اتخاذ الخطوة الأولى، ونتأخر عن تحقيق الإنجازات بسبب وهم الكمال. ابدأ بالإمكانات المتوفرة، بعقلانية وذكاء، وقدم ما يمكنك تقديمه… ولكن ابدأ.

إدارة المال أهم من تحقيق الأرباح في بداية المشوار تحديدًا. من الضروري متابعة التدفقات النقدية بدقة، وفهم التفاصيل المالية التي تضمن استمرارية المشروع. الأرباح وحدها لا تعني النجاح إذا كانت الإدارة ضعيفة. لا بد من مراقبة التحركات المالية، وتنفيذ خطط واستراتيجيات تصب في مصلحة المشروع.

لا تنخدع بالمظاهر. المشاريع التي تراها ناجحة على المنصات الرقمية قد تواجه ضغوطًا كبيرة خلف الكواليس. ما يُنشر غالبًا لا يعكس الواقع كاملًا، بل يُظهر الجانب المريح والمثالي فقط. واقعيًا، لا أحد يفضل نشر لحظات الفشل والخسارة، بل الأغلب يتحدث عنها بعد تجاوز الموقف والوصول إلى القمة.

ابنِ نظامًا واضحًا قبل التركيز على بناء جمهور. النجاح اللحظي لا يعني الاستدامة. النظام الداخلي المنظم هو ما يساعد على التعامل مع التوسع وضمان تقديم تجربة متسقة للعملاء. صمّم أفكارًا تساهم في إنجاح هذا النظام.

كذلك، كن مرنًا في التعامل مع التغيرات. السوق لا يتوقف عن التبدّل، والمشاريع التي ترفض التكيف غالبًا ما تتعثر. الأزمات، مثل أزمة كورونا، أظهرت أهمية سرعة الاستجابة وإعادة توجيه المشروع بذكاء. كن مستعدًا لأي مخاطر محتملة قد تواجهك كرائد أعمال.

الجمهور لا يعني بالضرورة عملاء. قد تملك عددًا كبيرًا من المتابعين في منصات التواصل الإجتماعي، لكنهم لا يتحولون تلقائيًا إلى مبيعات. ما يصنع الفرق هو فهم احتياجات العميل، وتقديم منتج أو خدمة تلبي تلك الاحتياجات بشكل مباشر.

وأخيرًا، لا تركز على الواجهة وتنسَ القيمة. جودة المنتج أو الخدمة هي الأساس الحقيقي. أدوات التسويق والتغليف قد تجذب الانتباه، لكنها لا تكفي لبناء ولاء أو ضمان تكرار الشراء ما لم يكن هناك محتوى فعلي يستحق. هذه الجوانب قلّما يتم الحديث عنها، رغم أنها جزء أساسي من التجربة الريادية. إدراك التحديات مبكرًا، والتعامل معها بوعي، يساعدك على بناء مشروع أكثر ثباتًا، ويمنحك فرصة للنمو بعيدًا عن الضغوط الزائفة للصورة المثالية.

رقية عبدالرزاق

كاتبة ومتخصصة في التسويق، داعمة للتسويق الأخلاقي والاجتماعي. حاصلة على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال والتسويق.

عن آمنة البوعناني

Check Also

مجموعة “بي كيه ان301” للتكنولوجيا المالية ترفع رأسمالها بقيمة23.8 مليون دولار عبر جولة تمويلية ناجحة

      مضاعفة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نتيجة تحقيق نتائج متميزة في …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *