
الخط :
في كتابه الجديد “الحل السلمي La solución pacífica”، قدم رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو تحليلاً معمقاً حول الصراعات الجيوسياسية في العالم، مع تركيز خاص على قضية الصحراء المغربية، التي وصف حلها بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية بأنه “المسار المفيد والأكثر واقعية” لحل النزاع المفتعل المستمر منذ عقود.
ووفقاً لما ورد في صحيفة بوبليكيو الإسبانية، خصّ ثاباتيرو عدداً من صفحات كتابه للحديث عن النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، مشيراً إلى أن المغرب قدّم سنة 2007 مقترحاً جدياً للحكم الذاتي، يُشبه في بعض جوانبه نظام الحكم الذاتي في كتالونيا، “لكن بشكل أكثر عمومية”، كما قال. واعتبر أن هذا المقترح، خاصة بعد الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس سنة 2022، أصبح يمثل “الخيار الأكثر جدية ومصداقية وواقعية” لحل هذا النزاع، مؤكداً أن بلاده تدعم هذا المقترح لأنه “يُعزز الاستقرار الإقليمي”.
في فقرة لافتة من كتابه، كشف ثاباتيرو عن لحظة مفصلية سنة 2007، عندما طُرح عليه مشروع الحكم الذاتي لأول مرة من طرف وزير الخارجية آنذاك ميغيل أنخيل موراتينوس، مؤكداً أن الحكومة الإسبانية كانت على علم مسبق بالمبادرة المغربية، وهو ما يعكس مستوى الثقة بين الرباط ومدريد في تلك المرحلة.
وأضاف: “إن المغرب تعامل معنا بثقة، وكنّا دائماً ملتزمين بالبحث عن حل سلمي وعادل. كنت مقتنعاً منذ ذلك الوقت بأن مقترح الحكم الذاتي يحمل في طياته إمكانية إنهاء هذا النزاع الذي طال أمده.”
وفي الفصل ذاته من الكتاب، أشاد ثاباتيرو بالمغرب وملكه محمد السادس، معتبراً المملكة “الدولة الأكثر تعددية في العالم العربي”، ومشيراً إلى التطور الملحوظ في مجال حقوق الإنسان والإصلاحات السياسية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة، كما تحدث بإعجاب عن العلاقة الثقافية والإنسانية التي تربط الملك محمد السادس بإسبانيا، كاشفاً عن إتقانه للغة الإسبانية ومحبته للثقافة الإيبيرية.
وأكد أن الملك محمد السادس لطالما مثّل شريكاً موثوقاً لإسبانيا في عدد من القضايا الحيوية، مشدداً على أن العلاقات الثنائية يجب أن تظل في مستوى عالٍ من التعاون والتفاهم، مع احترام سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.