الحكم الذاتي حل وحيد وأمثل – برلمان.كوم

الخط :

يُجري المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، زيارات يلتقي خلالها بأطراف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية استعدادا للإحاطة التي سيقدمها أمام مجلس الأمن في 14 أبريل 2025، ورغم محاولاته لتعبئة الجمود في ملف النزاع، خصوصا في الفترة التي تم تكليفه فيها، يظل المغرب غير متحمس للإحاطات التي يقدمها دي ميستورا، خاصة بعد الإحاطة الأخيرة التي اقترحت تقسيم الصحراء، وهو ما يتناقض مع مواقف المملكة المغربية.

وفي تصريح لموقع “برلمان.كوم”، قدم المحلل السياسي عصام العروسي تحليلا نقديا لزيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، حيث وصفها بالفشل الذريع في تحريك الجمود الذي يحيط بالملف، ووفقا للعروسي، فإن جهود المبعوث، الذي لم يقدم أي مقترحات حقيقية أو فعالة لتسوية النزاع، لا ترتقي إلى مستوى التحولات التي شهدها الملف في السنوات الأخيرة.

التحولات الكبرى في الملف.. من الاعتراف الأمريكي إلى الدبلوماسية الملكية

العروسي بدأ تحليله بالإشارة إلى التحولات المهمة التي شهدها ملف الصحراء المغربية في الآونة الأخيرة، حيث أكد أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء يشكل نقطة تحول تاريخية لا يمكن تجاهلها، وهذا الاعتراف الدولي، بحسب العروسي، قد أحدث تغييرات عميقة على مستوى الدبلوماسية العالمية وفتح آفاقا جديدة للمغرب في تعزيز موقفه، إلا أن الأمم المتحدة، بما في ذلك المبعوث الشخصي دي ميستورا، لم تكن قادرة على استيعاب هذه التحولات والتفاعل معها بشكل مناسب.

الإخفاق الأممي والدور المحدود لمبعوث الأمم المتحدة

العروسي انتقد بشكل لاذع المبعوث الأممي، دي ميستورا، الذي اعتبره غير قادر على دفع الأطراف المعنية بالملف إلى مفاوضات حقيقية، فقد بقيت تحركات دي ميستورا محصورة في نفس المقاربات التقليدية التي لا تلبي تطلعات الأطراف، ولم تسهم في حلحلة النزاع.

العروسي يعتقد أن التغيير الحاصل في الديناميكيات الدولية لا يتناسب مع الجهود الأممية، حيث تظل هذه الأخيرة أسرى للمنطق التقليدي المتمثل في الحرب الباردة، وهذا ما جعل مهمة دي ميستورا، الذي يتعامل مع ملفات سياسية معقدة، مهمة صعبة منذ البداية.

التحولات الدولية والتغيرات على الأرض

وأضاف العروسي أن الوضع على الأرض قد تغير بشكل ملموس، خاصة في ما يتعلق بتراجع الاعترافات الدولية بعصابة البوليساريو الوهمية وافتتاح عدد من القنصليات في الصحراء المغربية، وهذه التحولات تعكس التغيرات الإيجابية على المستوى الدولي لصالح المغرب، ولكن الأمم المتحدة لم تستطع مواكبة هذه التحولات، وظلت حبيسة في مقاربات قديمة لم تعد تصلح لمواجهة الواقع الجديد.

ومن خلال هذه المعطيات، يشير العروسي إلى أن هناك تباينا واضحا بين التحركات الدبلوماسية الملكية التي حققت إنجازات كبيرة في هذا الملف وبين الجمود الذي تشهده الهيئات الدولية.

الحكم الذاتي كحل رئيسي

العروسي يركز على أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تظل الحل الأمثل لحل النزاع المفتعل، ويَعتبر أن المغرب قد قدم هذا المقترح كأرضية لحل هذا الملف، وهو ما أشار إليه في قرارات الأمم المتحدة الأخيرة.

وتظل الأمم المتحدة غير قادرة على دفع الأطراف المعنية نحو قبول هذا المقترح، بل ظلت مقيدة بمواقف قديمة لا تعكس واقع التطورات الراهنة.

عن أسيل الشهواني

Check Also

وفد رفيع من إيل دو فرانس يزور المغرب

يقوم وفد رفيع من منطقة إيل دو فرانس (منطقة باريس)، برئاسة رئيستها فاليري بيكريس، بزيارة …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *