ويزيد إصرار الرئيس دونالد ترامب على مضيه قدمًا في “مزاد” التعريفات الجمركية من قلق رجال الأعمال الهاربين من أسواق واشنطن نحو ملاذ آمن.
ويتوقع في هذا الصدد، أن يدفع الركود الاقتصادي الاحتياطيَّ الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من شهر مايو، لتشجيع الاستثمارات.
وخلال يوم الإثنين، أظهرت الأسواق اليابانية، والخليجية والأوروبية تراجعًا ملحوظًا في قيمة أسهمها. إذ انخفض مؤشر نيكي للأسهم اليابانية الرئيسية بنسبة 8% تقريبًا، إلى جانب مؤشر دبي المالي بنحو 5.01%، ومؤشر “ستوكس” الأوروبي بنسبة 6% (.STOXX)، لتصل خسائره على مدار الجلسات الثلاث الماضية إلى 14%.
ولم تسلم الأسواق الأمريكية أيضًا من “لعنة الرسوم”، فقد تزايدت عمليات بيع العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في “وول ستريت”، وتحديدًا لمؤشر “ستاندرد آند بورز” 500 بنسبة 3.8%، و “داو جونز” الصناعي بنسبة 3.3%، و “ناسداك 100” بنسبة 4.2%.
في هذا السياق، نقلت وكالة “رويترز” تعليق عدد من الخبراء على النزيف في الاقتصاد العالمي، منهم تيم جراف، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا الذي رأى أن العالم يعيش فصلًا جديدًا، قائلًا: “نحن الآن في الفترة التي سيذكرها التاريخ كحدث مفصلي بعد 10 و 20 عامًا، المحرّك السهل هو ما تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي (أي الرسوم الجمركية الأمريكية) وحجمه الأسوأ بكثير، ولكن هناك أمران يفاقمان الأمر“.
اليورو يحافظ على أداء جيد
من جهتها، أثنت جين فولي، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية، على أداء اليورو قائلة إن أداء العملة الأوروبية الصعبة “كان جيدًا للغاية خلال اليومين الماضيين، وربما يكون ذلك أمرًا استثنائيًا.”
وتابعت: “لعل الأمر مرتبط بوضع الحساب الجاري في منطقة اليورو، أو برجال الأعمال الذين ينسحبون من السوق الأمريكية، وليسوا متأكدين بعد من المكان الذي عليهم نقل أموالهم إليه”.
وكانت العملات الأجنبية قد ارتفعت مقابل الدولار في خضم هذه الأزمة، حيث زاد الفرنك السويسري بأكثر من 1%، على غرار الين الياباني، وسجّل اليورو أعلى قيمة له للتداول عند 1.10 دولار أمريكي.
في المقابل، يرى فرانسوا سافاري، كبير مسؤولي الاستثمار، جينفيل لإدارة الثروات أن السوق يعيش حالة من “الاستسلام” للرسوم الأمريكية، مشيرًا إلى أن مؤشر التذبذب (VIX)، قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة من التأرجح منذ شهر أغسطس الماضي.
وأردف: ” وأكثر ما يقلقني هو عناد الإدارة الأمريكية. نحن بحاجة إلى بعض الاستقرار.. السوق يحاول تسعير مخاطر الركود الذي يلوح في الأفق.“