الخط :
أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أول أمس الاثنين بالرباط، مباحثات مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا.
وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن هذه الزيارة التي تندرج في إطار جولة إقليمية، تأتي عشية المشاورات غير الرسمية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المرتقبة منتصف شهر أبريل من السنة الجارية.
وفي هذا الإطار، قال محمد سالم عبد الفتاح، المحلل السياسي ورئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، إن هذه الزيارة التي يقوم بها دي ميستورا لأطراف النزاع تأتي للوقوف على المستجدات التي تشهدها قضية الصحراء، المتسمة بتظافر المكاسب والانتصارات التي تحققها المملكة المغربية، خاصة المتعلقة بتعزيز مواقف الدول الوازنة المعترفة بسيادة المغرب على الصحراء، على غرار الموقف الفرنسي والأمريكي.
وأوضح المحلل، أن هذه الزيارة تأتي بغرض تقديم إحاطة المبعوث الأممي دي ميستورا أمام مجلس الأمن، وستقف أيضا على تفكك المعسكر الداعم للانفصال، على المستوى الدولي، خاصة في ظل تظافر سحب الاعترافات التي كان آخرها دولة غانا في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى مواقف صادرة عن برلمانات دول وازنة على غرار البيرو، واتساع رقعة التأييد الدولي الداعم للمملكة، التي تم تجديدها على هامش انعقاد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، من خلال بيان لزهاء أربعين دولة، والتي جددت دعمها للوحدة الترابية وتأييدها لمبادرة الحكم الذاتي.
وأضاف المحلل، أن هذه الإحاطة ستكون فرصة للوقوف على الوضع الميداني المستتب في الأقاليم الجنوبية، من خلال حالة الأمن والاستقرار التي تحققها المملكة، في ظل زيارة عديد الوفود الدولية للأقاليم الجنوبية، في مقابل الوضع الحقوقي والإنساني والأمني المتدهور في مخيمات تندوف، والذي تكرس من خلال حالات الاختطافات وحالات الاحتجاجات العارمة ضد الإجراءات الأمنية المفروضة.
وأكد المحلل، أن دي ميستورا مطالب بتقديم حصيلة عمله أمام مجلس الأمن في إحاطته المرتقبة خلال شهر أبريل المقبل، خصوصا في ظل تكليفه بعقد جلسة مشاورات تشمل كافة أطراف النزاع، الأمر الذي تم تقويضه من طرف الجزائر التي لاتزال ترفض الاستجابة للدعوات المتتالية الموجهة إليها بضرورة المشاركة الجادة والفعالة في الطاولات المستديرة، والانخراط الجدي في جهود الوساطة الأممية.
وأشار الخبير، إلى أن الموقف الجزائري المعرقل لهذه الوساطة الأممية، سيصب في إمكانية إعلان دي ميستورا عن استقالته، وبالتالي فتح المجال أمام مطالب أصبحت تطفو في الفترة الأخيرة في العديد من التحليلات، خاصة في الأوساط الأمريكية التي باتت تدعو إلى مراجعة تمويل بعثة المينورسو، على اعتبار حالة الحسم الذاتي التي يشهدها هذا النزاع المفتعل لصالح المملكة، وانسجاما مع الموقف الأمريكي السيادي، الداعم لسيادة المغرب على الصحراء.
واعتبر المحلل السياسي، أن اللقاء كان فرصة لتجديد ثوابت الموقف المغربي، خاصة بتمسك دعم الوساطة الأممية، والتمسك بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي، والتمسك بضرورة عودة الأطراف لاتفاق وقف إطلاق النار، لإنجاح العملية السياسية، والعودة إلى الطاولات المستديرة بأطرافها الأربعة بما فيهم الجزائر.