قال راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، إن تكوين الشباب سياسيا وتثقيفهم ديموقراطيا وتمكينهم من التعرف عن قرب على أشغال ومساطر ومردودية المؤسسة التشريعية يكتسي أهمية كبرى في سياق وطني يتسم بتوسيع وترسيخ وتثمين الإصلاحات التي تعتز بها بلادنا، والجاري تنفيذها وفق رؤية الملك.
جاء ذلك في كلمة الطالبي خلال اختتام برنامج التكوين لفائدة شبان وشابات من الأحزاب السياسية الممثلة في مجلس النواب، ومن هيئات المجتمع المدني، الذي احتضنه مجلس النواب ونظمه بالتعاون مع مؤسسة ويستمنستر للديمقراطية، خلال الفترة ما بين يونيو 2023 ومارس 2025.
وأورد الطالبي أن الهدف هو “تمكين الشباب واليافعين من التعرف على المؤسسات التمثيلية من الداخل، وتقدير عملها مما من شأنه تعزيز الثقة فيها والتحفيز على المشاركة الواعية والإرادية في الشأن العام بغض النظر عن الانتماء أو التوجه السياسي ما دام المعيار والشرط الأساس هو الانتماء إلى الوطن والوفاء لثوابته ومؤسساته والإيمان بالديموقراطية”.
وتابع رئيس مجلس النواب أنه “بالنظر إلى انتماءات المشاركات والمشاركين فيه والذين يمثلون، مجاليا، جميع جهات المملكة الاثنتي عشر، وسياسيا مختلف الأحزاب الممثلة في مجلس النواب، وبالنظر إلى النتائج التي حققها، يمكن اعتبار هذا البرنامج نموذجيا، ورائدا، وقابلا للتعميم على المستويات المحلية والإقليمية والجهوية”.

واسترسل المتحدث ذاته برنامج التكوين مكن “من الاحتكاك والاستئناس في عين المكان، وعلى الأرض، مع العمل البرلماني. وآمل أن يكون قد طور لديكم نوعا من الثقافة البرلمانية، ومناسبة لكم لطرح الأسئلة الحقيقية حول المساطر البرلمانية”، مؤكدا أن أوراق السياسات التي تم إعدادها ونقاشها مع أعضاء من المجلس، تعكس الشغف بالشأن العام، وبالعمل السياسي، من المنتمين من شبيبات الأحزاب الوطنية، ولمنظمات المجتمع المدني.
وأوضح أن ذلك “سيحفز أكثر على الانخراط في قضايا الشأن العام علما بأن بعضكم يتحمل مسؤوليات تمثيلية محلية. إنكم عمليا تشتغلون وتتطورون وتطورون وعيكم في مَشَاتِل السياسة والديمقراطية أي الشبيبات الحزبية، وفي المنظمات الاجتماعية باعتبارها تجسيدا للتنوع وتعبيرا عن الدينامية المدنية المواطِنة التي تميز عادة المجتمعات الديمقراطية”.
وذكر الطالبي بأدوار الأحزاب “الحاسمة في التنمية السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وفي الاستقرار”، مفيدا أن “تلك حالة المغرب الذي كان دوما نموذجا تعدديا ومتنوعا، وحيث لعبت الأحزاب، والجمعيات، والصحافة، والرأي العام أدوارَ حاسمة في بناء المؤسسات والدفاع عن قضايا الوطن وفي مقدمتها وحدتُه الترابية، والالتفاف حول مؤسساته، وفي مقدمتها الملكية ذات الشَّرْعِيَاتِ الروحية والتاريخية والديموقراطية”.

واستحضر أن “دستور المملكة أولى اهتماما كبيرا للشباب وحقوقه، وللمجتمع المدني وحقه في تأطير مبادرات المواطنات والمواطنين ولمشاركته في بلورة وتنفيذ وتقييم السياسات العمومية محليا ووطنيا، وفي التشريع من خلال الملتمسات”، داعيا الشباب “الحرص على استثمار هذه الحقوق لما فيه مصلحة الوطن”.
ظهرت المقالة الطالبي: تكوين الشباب سياسيا مهم ودور الأحزاب حاسم في الاستقرار أولاً على مدار21.