ليس منة ولا فضلا.. الرفق بالمرأة علامة الرجولة الكاملة | مرأة

في ظل تنامي الضغوط المجتمعية على المرأة بين مطالب الكمال الأسري والنجاح المهني وحملها عبء صور نمطية مختلفة، تطرح حلقة برنامج “رفقا” الجديدة سؤالا محوريا: كيف نعيد تعريف الرفق بالمرأة في زمن التناقضات؟

ومن خلال حوارات مع خبراء وقصص واقعية، تؤكد الحلقة التي يقدمها الشيخ فهد الكندري وتبث عبر منصة “الجزيرة 360” أن التعامل الرحيم مع المرأة ليس تفضيلا أخلاقيا، بل واجبا دينيا واجتماعيا يُقاس به رُقي المجتمعات.

وانطلقت الحلقة بتفكيك التوقعات المُتناقضة التي تُحاك حول المرأة، حيث قال الكندري: “البعض يريدها سجينة جدران المنزل، وآخرون يطالبونها بأن تكون خارقة النجاح دون تعب، وفريق ثالث يصور الحرية بانعدام الضوابط”، مستنكرا تجاهل السؤال الجوهري: ماذا تريد هي؟

وفي تحليلها للأمر، أوضحت المستشارة الأسرية عزة الغامدي أن “المساواة الغربية المطلقة تُلغِي الفروق الجسدية والنفسية بين الجنسين”، معتبرة أن الإسلام قدم “مساواة عادلة” تُراعي طبيعة كل منهما، وتُحقق التكامل لا الصراع.

وكشفت الحلقة عن التحدي الأبرز الذي تواجهه المرأة اليوم، وهو التوفيق بين نجاحها المهني، وواجباتها الأسرية، وتطلعات المجتمع، وفي ذلك تقول الغامدي: “الضغط عليها لتكون مثالية في كل شيء يُولد إحساسا دائما بالإخفاق”، مشيرة إلى أن “وسائل التواصل تنقل صورة غير واقعية تزيد الأعباء”.

من جهتها، شاركت حنين البالول – أم لأطفال من ذوي الإعاقة – تجربتها قائلة: “المرأة قادرة على الجمع بين الأدوار إذا وجدت الدعم”، مُستذكرة كيف دعمتها ابنتها ذات الـ16 عاما في مواصلة عملها لـ18 سنة قبل أن تتفرغ لبيتها، مؤكدة: “التشجيع وليس التحبيط هو سر النجاح”.

ولم تُغفل الحلقة دور الرجل في تعقيد التحديات، حيث حذرت الغامدي من نمطين سلبيين: “الزوج المتسلط” الذي يرفض الحوار مع زوجته، و”الزوج الغائب” المنشغل عن واجباته العاطفية، مضيفة “الجوع العاطفي كالجوع الجسدي.. يُدمر العلاقات”، واستشهدت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله”.

الآثار السلبية لغياب الرفق

كما ناقشت الحلقة الآثار السلبية لغياب الرفق، مثل تدهور الصحة النفسية للأمهات وتأثيره على تربية الأبناء، مؤكدة أن “رفع قيمة الزوجة يرفع قيمة الرجل نفسه”، وفق تعبير الغامدي.

وردا على تساؤل عن سبب تبنّي مصطلح “النسوية” رغم كفاية التشريع الإسلامي، أوضحت الغامدي أن “التطرف النسوي حوّل الرجل إلى عدو”، بينما كفل الإسلام حقوق المرأة دون إلغاء دور الرجل.

واستدل الكندري بآية “وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ”، مؤكدًا أن “الاختلاف بين الجنسين نعمة تكاملية، لا مجال فيها للتفاضل إلا بالتقوى”.

ووجه مقدم الحلقة الشيخ فهد الكندري رسالة للرجال: “الرفق بالمرأة ليس منةً.. هو وصية نبوية”، مستذكرا كيف أنزل الله آيات كاملة استجابة لشكوى امرأة (سورة المجادلة)، وقال: “من يحرم الرفق يُحرم الخير كله”.

كما حذّر من ارتفاع معدلات العنف الأسري، مُستنكرا: “51 ألف امرأة قُتلت في العالم على يد شركائها خلال 2023.. أين نحن من وصية النبي بعدم قتل النساء حتى في الحروب؟”.

وشددت الحلقة على أن حل أزمات المرأة يبدأ بإحياء القيم النبوية، لا باستيراد نماذج غربية تُحوّل التكامل إلى صراع، وفي هذا يقول الكندري: “المرأة ليست كالرجل.. خلقنا الله مختلفين لنسكن إلى بعضنا”.

عن شريف الشرايبي

Check Also

في مواجهة الفاروا المدمرة.. هل يكون التلقيح الصناعي طوق نجاة نحل تسمانيا؟

مع تصاعد التهديدات التي تواجه صناعة تربية النحل في تسمانيا، لجأت أكبر شركة تلقيح في …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *