الخط :
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الخميس، أن إفريقيا لا يجب أن تبقى مجرد متفرج في مواجهة التحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، بل يجب عليها استغلال الفرص التي يوفرها، خاصة وأن هذه التكنولوجيا الجديدة تشكل تهديدا حيث تستغلها حاليا 40% من الجماعات الإرهابية.
وفي هذا الصدد، دعا بوريطة، الذي ترأس هذا الاجتماع الوزاري، المنعقد حول موضوع “الذكاء الاصطناعي وتأثيره على السلم والأمن والحكامة في إفريقيا”، إلى التعبئة والعمل الجماعي بغية جعل الذكاء الاصطناعي رافعة حقيقية للتنمية والسلم والأمن لفائدة الأفارقة والإفريقيات.
وكشف المسؤول الحكومي أن 40% من الجماعات الإرهابية تستغل الذكاء الاصطناعي بالفعل، في حين أن التلاعب بالانتخابات من خلال هذه التكنولوجيا يمثل 347 مليار دولار على مستوى العالم.
وأضاف الوزير أن الأرقام المتعلقة بالتضليل مثيرة للقلق بنفس القدر، حيث زادت مقاطع الفيديو المزيفة، وارتفعت المعلومات المضللة، بنسب كبيرة جدا، وقال إن هذه العناصر تسلط الضوء على التأثير الذي يمكن أن يحدثه الذكاء الاصطناعي على أمن واستقرار المجتمعات الإفريقية.
ورغم هذه التحديات، أبرز بوريطة إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحويل قطاع الأغذية الزراعية، مشيرا إلى أن ما يقرب من 10 إلى 20% من الإنتاج الزراعي يمكن أن يزيد بفضل هذه التكنولوجيا، وقال أيضا إن إفريقيا تحتاج بشكل عاجل إلى تعزيز قدرتها التدريبية، حيث يوجد 1% فقط من خبراء الذكاء الاصطناعي في القارة، ويهاجر 70 ألف متخصص إلى مناطق أخرى كل عام.
وفيما يتعلق بالحوكمة، قال إن المغرب يلعب دورا استباقيا داخل الأمم المتحدة، ويتعاون مع الولايات المتحدة لوضع معايير عالمية لحوكمة الذكاء الاصطناعي، ودعا بوريطة إلى اعتماد نهج شامل يدمج المؤسسات الأكاديمية في هذا الحوار الأساسي.
وعلى الصعيد الدولي، أبرز بوريطة أن المغرب اضطلع بدور رئيسي في اعتماد القرارات الأممية الأولى حول الذكاء الاصطناعي، وشارك في تأسيس مجموعة الأصدقاء بشأن الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة، التي تضم أكثر من 70 بلدا.
وخلص الوزير إلى أن “الذكاء الاصطناعي لن ينتظر حتى نكون مستعدين. فهو موجود بالفعل، ويعيد تشكيل ميزان القوى. والخيار بسيط؛ إما أن نتحد للتحكم في هذا التحول، أو سنعاني من العواقب”.