“الكتاب” يطالب بدعم الكسابة ويدعم الخطة العربية لإعمار غزة

طالب المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية الحكومة باتخاذ تدابير مستعجلة وناجعة لأجل دعم الكسَّابة الصغار الذين مصدرُ دخلهم الأساسي هو تربية المواشي، وذلك بالموازاة مع إقرار خطَّةٍ حقيقية للنهوض بأوضاع الفلاحين الصغار وبالعالَم القروي، الذي يعيشُ ظروفاً مزرية في “غياب إجراءاتٍ حكومية ناجعة وذاتِ أثرٍ ملموس”.

وكد حزبُ التقدم والاشتراكية أنَّ تَحجُّجَ الحكومة بالجفاف وبتقلبات السوق الدولية، لوحدهما، لا يكفيان لتبرير أزمة القطيع الوطني من المواشي، والغلاء الفاحش لأسعار المواد الغذائية، والتدهور الخطير للقدرة الشرائية للمغاربة، والتردِّي العميق للأوضاع في المجالات القروية، معتبرا أنها بذلك “فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق السيادة الغذائية، أساساً بسبب الاختلالات الفظيعة التي تشوبُ مخطط المغرب/الجيل الأخضر المُصَمَّم أساساً لخدمة كبار المُصَدِّرين”.

واعتبر الحزب، خلال اجتماع دوري لمكتبه السياسي، الثلاثاء، أن “الأدهى من ذلك أنَّ الحكومة عَمَدَت إلى تقديم ملايير الدراهم كدعمٍ عمومي، بمختلف الأشكال المباشرة والضريبية والجمركية، إلى حفنةٍ من لوبيات استيراد اللحوم والمواشي، لكن دون أيِّ تسقيفٍ ولا أيِّ مراقبةٍ تَضْمَنُ تَحَقُّق الأثر الفعلي إيجاباً على الأسعار، بما يجسِّدُ تطبيعَ هذه الحكومة مع الفساد الاقتصادي الذي يُغذِّي الفسادَ الانتخابي ويتغذى عليه”.

كما عبر عن إشادته العالية بالمضامين الوجيهة والحكيمة للرسالة التي وجَّهَها الملك إلى الشعب المغربي، والتي أهابَ من خلالها إلى إحياء عيد الأضحى لهذه السنة بطقوسه ومعانيه المعتادة، لكن دون القيام بنحر أضاحي العيد، وذلك بالنظر إلى الظروف الصعبة، وتفاديًّا للضرر المحقَّق الذي سيلحق بفئات واسعة من المغاربة، وخاصة بالفئات ذات الدخل المحدود، واستحضاراً لما يُواجِهُ بلادَنَا من تحدياتٍ مناخية واقتصادية أدت إلى تراجُعٍ كبير في أعداد الماشية.

ويرى حزب “الكتاب” أنه، إلى جانب “فشل” الحكومة في معالجة المسألة الاجتماعية ومواجهة غلاء الأسعار، وفي مراقبة المضاربات والاحتكارات، لحماية القدرة الشرائية للمغاربة، فإن الحكومةَ “فشلت، بنفس القدر كذلك، في محاربة البطالة التي تتفاقم بشكلٍ مُخيف، وفشلت في تحويل الفرص والمؤهلات الوطنية إلى نموٍّ اقتصادي وتقدُّم استثماري حقيقيين. كما فشلت في تنقية مناخ الأعمال من تضارب المصالح والتفاهمات غير المشروعة، وفي دعم المقاولات المغربية وخاصة منها الصغرى والمتوسطة والصغرى جدًّا التي تأبى الحكومةُ إخراجَ أنظمةِ دعمها التي ينصُّ عليها ميثاق الاستثمار”.

وسجِّلُ التقدم والاشتراكية “الخواء السياسي اللامتناهي” لهذه الحكومة، سواء من خلال ضُعفها الفظيع في التواصل مع الرأي العام الوطني، أو من خلال الهُروب عموماً من تَحَمُّلِ المسؤولية في تناول ومناقشة القضايا ذات البُعد الديموقراطي والحقوقي كما هو الحالُ بالنسبة لمضامين إصلاح مدونة الأسرة.

على هذا الأساس، نبه حزبُ التقدم والاشتراكية الحكومةَ، من جديد، إلى المخاطر الكُبرى للفراغ التي ينطوي عليها تغييبُها للنَّفَسِ السياسي والإصلاحي، وعدمُ اهتمامها بأبعادِ الديمقراطية والحقوق والحريات، لا سيما في ظل تسجيل ما تلجأ إليه هذه الحكومةُ من أساليبَ مقلقةٍ وتراجُعية تقومُ على تكميمِ الأفواه والانتقامِ والتهديد إزاء الأصوات المعارِضَة المسؤولة، وفي ظل تصاعُدِ حالاتِ مُحاصرة الممارسة المشروعة لحريات الرأي والتعبير والاحتجاج السلمي، بما يهدد المكتسبات الهامة التي راكمتها بلادُنَا على كل هذه المستويات، وبما من شأنه أن يُعَمّقَ العزوف والصمت والانسداد وعدم الثقة، في تنافٍ تام مع توجُّهات النموذج التنموي الجديد الذي نادى بتحرير طاقات المجتمع.

أما على صعيد الأوضاع الدولية، “وأمام التطورات المتسارعة التي تمثل منعطفاً خطيراً، أساساً بسبب خيارات وقرارات الإدارة الأمريكية الجديدة على جميع الواجهات والمستويات، المُعبِّرة عن توجُّهاتٍ غارقة في الشعبوية المتغطرسة واليمينية المتطرفة”، أعرب حزبُ التقدم والاشتراكية، على غرار كل القوى المُحِبَّة للسلام والاستقرار، عن قلقه البالغ إزاء ما صار يتهدد العالَم والبشرية، أكثر من أيِّ وقتٍ مضى، من مخاطر جدية تُنذر بالانفجار، أو على الأقل بتفاقُم التوترات والنزاعات، وأيضاً إزاءَ المنحى الحاد الذي باتَ يأخذهُ الصراعُ المحمومُ، وفق مصالح رأسمالية وتوسُّعية متناقضة، من أجل الهيمنة والنفوذ، بأساليب رعناء عنوانُها الاستقواءُ والابتزاز.

وأدان رفاق نبيل بن عبد الله الحصارَ الجديد المفروض من طرف الاحتلال الصهيوني على غزة ومنع دخول المساعدات إليها. كما أدان تلكؤ الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة في مواصلة تنفيذ جميع مراحل وبنود اتفاق إطلاق النار. وأدان أيضاً استمرار السعي الإسرائلي-الأمريكي نحو تهجير الشعب الفلسطيني وتطهيره عرقياًّ وإقبار الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة.

وسجل حزبُ التقدم والاشتراكية تفاعلها إيجاباً الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، القائمة على رفض أيِّ تهجير، والتي اعتمدتها “قمة فلسطين” بمصر الشقيقة، مؤكدا على أنَّ النقط المتضمَّنَة في هذه الخطة، بما فيها رسم أفق سياسي لغزة بارتباطٍ مع الضفة الغربية، تحتاجُ إلى خطواتٍ ومبادراتٍ عربية ضاغِطَة وملموسة، مشتركة وقوية، من أجل ضمان شروط التعبئة الدولية حولها، بأفق تفعيلها عملياًّ على أرض الواقع، مع ضرورة توفير آلياتِ حماية الشعب الفلسطيني من الغطرسة الأمريكية-الإسرائيلية ومنع أيِّ خروقات لوقف إطلاق النار وأيِّ عودةٍ لحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.

ظهرت المقالة “الكتاب” يطالب بدعم الكسابة ويدعم الخطة العربية لإعمار غزة أولاً على مدار21.

عن أسيل الشهواني

Check Also

لجنة للتعاون القضائي بين المغرب وإسبانيا والبرتغال تحضيرا لمونديال 2030

وقع المغرب وإسبانيا، اليوم الثلاثاء، إعلان نوايا مشترك في مجال العدالة، وذلك في إطار التحضيرات …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *