هل تتربع أفلام الموسيقى على عرش جوائز أوسكار 2025؟ | فن

رغم أن الأفلام الموسيقية ليست للجميع، بل تعتمد على جمهور محدود يستمتع بها، فإن أعدادها شهدت ارتفاعا في السنوات الأخيرة، ولم يعد الأمر مُقتصرا على أفلام ديزني أو الرسوم المتحركة والأفلام الاستعراضية، بل توسّع وامتد شاملا فئات أخرى من بينها الدراما والفانتازيا وحتى الجريمة، لذا كان من المتوقع أن نشهد بعض منها بين الأفلام المرشحة لجوائز أوسكار 2025.

قبل الخوض في أبرز الأعمال الموسيقية المرشحة للفوز بجائزة الأوسكار، لا بد من الإشارة إلى أن زيادة الأعمال الدرامية الموسيقية لا يعود فقط لأهمية الموسيقى وقدرة الأغنيات على إضافة زخم للعمل ومداعبة المشاعر الإنسانية بطريقة أقرب إلى السحر، وإنما للتغييرات التي طرأت على العالم بعد الكورونا، تراجعت السينما وأغلقت دور العرض وارتمى الناس لأحضان الموسيقى والمنصات الرقمية، ومع محاولة صانعي السينما لمعاودة التحليق في سماء الفن لجأ بعضهم للمزج بين الاثنين ومخاطبة شرائح جماهيرية أكبر.

إيميليا بيريز.. الأكثر إثارة للجدل

الفيلم الأول والذي تصدّر قائمة الترشيحات إثر حصوله على 13 ترشيحا إجماليا، هو “إيميليا بيريز” (Emilia Pérez)، وهذا يجعله بالمرتبة الثانية للأرقام القياسية بعد 3 أفلام هي “تيتانيك” (Titanic) و”لا لا لاند” (La La Land) و”كل شيء عن إيف” (All About Eve) الحاصلة على 14 ترشيحا لكل منها.

العمل فرنسي الجنسية ناطق بالإسبانية، يجمع بين الدراما والموسيقى والإثارة، تدور أحداثه حول محامية تجد نفسها مضطرة لمساعدة زعيم عصابة مكسيكي للهروب من العدالة عبر تزييف موته والتحول إلى امرأة تاركا حياة الجريمة خلفه والبدء من جديد.

ويُنشئ مؤسسة خيرية ويحاول التأثير إيجابيا في المجتمع عبر مساعدة أهالي المختفين قسريا للعثور على ذويهم أو على الأقل تسليم جثثهم للتعافي من الفقد والمضي قدما بحياتهم الراكدة.

لأسباب عديدة بعضها فني، وبعضها شخصي، أثار الفيلم الكثير من الجدل، ففنيا بسبب كونه تجربة سينمائية فريدة حيث لم يبحر فيه أحد من قبل، مع أداء تمثيلي متميز وحبكة جمعت بين الميلودراما والإثارة والدماء والكثير من الموسيقى الرائعة.

وقد تضافرت الأغنيات داخل الحوارات والأحداث لتصبح إحدى أدوات السرد الجلية بالعمل وهو رهان خطير إذا مُني بالفشل. وتنوعت الأغاني بين المونولوج والديالوغ والقليل من الغناء الصاخب مع الكثير من الأغاني الهامسة التي لم يشارك بها الأبطال الرئيسيون وحدهم وإنما حتى الكومبارس أصحاب الظهور الذي لا يتعدّى ثواني، ولعل أفضل ما ميز الأغاني هو التنوع الثري سواء بالأسلوب أو الروح والاختلاف حَد الفوضى والجنون اللذيذ.

ورغم أن العمل مُرشّح للأوسكار وفاز بالكثير من الجوائز المهمة مثل: بافتا البريطانية كأفضل فيلم دولي، وغولدن غلوب كأفضل فيلم موسيقي/كوميدي، وحصلت بطلته زوي سالدانيا بالفاعليتين على جائزة أفضل ممثلة مساعدة، ومن “مهرجان كان” اقتنص جائزة لجنة التحكيم، وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل ممثلة لكارلا صوفيا غاسكون، إلا أنه لم يحصل سوى على تقييم 5.5 على موقع “آي إم دي بي” الفني.

وهو ما يمكن تبريره بلجوء المخرج الفرنسي جاك أوديار لاستخدام بعض المتناقضات الفنية ووجود ثغرات درامية بالحبكة. أما الجدل الشخصي، فلسببين الأول التصريحات التي أدلت بها غاكسون، حول موقفها من الإسلام والمسلمين، كذلك سخرت من الحركات المناهضة للعنصرية. ومع الهجوم عليها عادت واعتذرت قبل أن تحذف “نتفليكس” صورها من الحملات الدعائية للعمل السابقة للأوسكار. والثاني نتج عن غضب المكسيكيين واتهامهم صانعي العمل بتنميطهم كمجرمين ورجال عصابات غارقين في العنف.

ويكيد.. الأكثر ترفيها لهذا العام

العمل الموسيقي التالي هو “ويكيد” (Wicked)، وهو فيلم موسيقى فانتازي مُقتبس من الفصل الأول لمسرحية تحمل الاسم نفسه، يُناسب الأعمار بداية من 12 عاما، أما من هم دون ذلك فيُنصح برفقة ذويهم معهم. وتحكي قصته عن ساحرة الغرب الشريرة التي يحتفل أهل بلدتها بالتخلص منها وموتها أخيرا، قبل أن نعود للخلف لنشهد حياتها وصولا إلى تلك اللحظة.

الفيلم مجرد جزء أول، وهذا يعني أن الحكاية لم تكتمل بعد ومن المُفترض عرض الجزء الثاني نهاية العام الجاري، وهو من إخراج جون إم تشو، وشارك ببطولته سينثيا إيريفو، وأريانا غراندي، وجوناثان بيلي، وميشيل يوه، وجيف غولدبلوم.

وبالنظر إلى الإشادات الإيجابية والألقاب الكثيرة التي حصل عليها من النقاد، بجانب فوزه بجائزتي غولدن غلوب وبافتا البريطانية وترشحه إلى 10 جوائز أوسكار، نجد أنفسنا أمام مُرشّح قوي للفوز، خاصة ضمن فئات مثل أفضل تصميم أزياء، وأفضل تصميم إنتاج، وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل صوت، وأفضل مكياج.

وبالتركيز على الجانب الموسيقي، يمكن القول إن العمل جاء متخما بالاستعراضات المبهرة بصريا وسمعيا بين أغنيات مناسبة لأجواء العمل وسحر الحكاية وتصاميم رقصات أشبه باللوحات الفنية.

 مجهول تماما.. الأكثر واقعية

“مجهول تماما” (A Complete Unknown)‏ هو فيلم سيرة ذاتية موسيقي-درامي أميركي تتمحور قصته حول المغني بوب ديلن، ويستند بأحداثه إلى كتاب “ديلان يستعمل الغيتار الكهربائي” الذي صدر عام 2015.

يستعرض العمل رحلة ديلان الفنية ونجاحاته المبكرة في حين يُسلط الضوء على استخدام الآلات الكهربائية خلال عزف الموسيقى الشعبية، وقد أشاد النقاد بالأداء التمثيلي لتيموثي شالاميت الذي فاز عن دوره -قبل يومين- بجائزة أفضل ممثل في حفل جائزة نقابة ممثلي الشاشة (SAG Award)‏ فهل يفعلها ويفوز بالأوسكار عن الدور نفسه؟

موسيقى تصويرية لانقلاب عسكري.. الأكثر ثورية

الفيلم الأخير ضمن القائمة عمل وثائقي يجمع بين الدراما والموسيقى، وهو “موسيقى تصويرية لانقلاب عسكري” (Soundtrack to a Coup d’Etat) للمخرج البلجيكي يوهان جريمونبريز.

العمل يستعرض الحرب الباردة، وكيف تقاطع دور الموسيقى والموسيقيين -من بينهم المغني آبي لينكولن وعازف الطبول ماكس روتش ونينا سيمون وأرمسترونغ وديزي غيليسبي- مع بعض الأحداث السياسية بعد اغتيال أول زعيم منتخب ديمقراطيا في الكونغو المستقلة مؤخرا.

عن شريف الشرايبي

Check Also

فيديو. أورسولا فون دير لاين تضع إكليلا من الزهور على نصب المهاتما غاندي في نيودلهي

آخر تحديث: ٢٨/٠٢/٢٠٢٥ – ٠:٠١ غرينتش+١ زارت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اليوم …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *