أصبحت قهوة الفطر حديث عشاق القهوة والصحة في آنٍ واحد، لتتصدّر قوائم المشروبات الوظيفية، وبديل صحي للقهوة التقليدية بالنسبة للعديد من متابعي وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن هل هي فعلًا مشروب صحي يحمل فوائد استثنائية، أم أنها مجرد موضة ستزول كما ظهر غيرها؟.
تعريف قهوة الفطر
تُحضَّر قهوة الفطر من مزيج من حبوب القهوة المطحونة ومستخلصات فطريات طبية مثل فطر الأسد، وشاجا، وريشي، وكورديسيبس.
وتُعرف هذه الأنواع بخصائصها المحتملة في تعزيز الصحة، بحيث يتم تجفيفها وطحنها واستخلاص مركباتها النشطة مثل متعدد السكاريد، والتريتربينويدات، ومضادات الأكسدة.
ورغم أن هذا المشروب يحتوي على كافيين أقل من القهوة العادية، فإنه لا يخلو منه تمامًا، إذ تبقى حبوب القهوة جزءًا من المزيج، ما يوفر طاقة معتدلة مع تقليل آثار التوتر واضطرابات النوم.
تعزيز الدماغ والذاكرة
أثبتت الدراسات أن فطر الأسد يحتوي على مركبات تحفّز إنتاج عامل نمو الأعصاب (NGF)، وهو بروتين أساسي لصحة الخلايا العصبية.
وأظهرت الأبحاث التي أُجريت على الحيوانات أن هذا الفطر قد يحسّن الوظائف الإدراكية ويسهم في تجديد الأعصاب.
كما كشفت دراسة يابانية عام 2008 عن تحسّن ملحوظ لدى أشخاص يعانون من ضعف إدراكي طفيف بعد استهلاكهم فطر الأسد لمدة 16 أسبوعًا، لكن لا تزال هناك حاجة إلى دراسات أوسع على البشر.
تقوية المناعة
يحتوي فطرا ريشي وشاجا على مركبات بيتا-غلوكان، التي تعزز استجابة الجهاز المناعي. وتشير دراسات قبل سريرية إلى أن هذه المركبات تحفّز الخلايا المناعية، ما يساعد الجسم في مقاومة العدوى.
كما يُعرف شاجا بتركيزه العالي من مضادات الأكسدة، التي تقلل الإجهاد التأكسدي والالتهابات. ومع ذلك، لا تزال الأبحاث السريرية محدودة.
زيادة الطاقة
يُعرف فطر كورديسيبس بقدرته على تحسين القدرة على التحمل وتقليل التعب، بفضل مركب كورديسيبين، الذي يُعتقد أنه يعزز إنتاج الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (ATP)، المسؤول عن الطاقة الخلوية.
وتشير بعض الدراسات إلى أن تناوله قد يحسّن الأداء الرياضي، لكن الأدلة العلمية لا تزال بحاجة إلى مزيد من التحقق.
العلم والواقع
رغم الاعتقاد الشائع، فإن قهوة الفطر ليست خالية تمامًا من الكافيين، إذ تختلف كميته حسب المنتج. لذا، يُنصح المستهلكون بفحص الملصقات لمعرفة الكمية الحقيقية.
كما لا يُمكن اعتبارها بديلاً للعلاجات الطبية، بل مجرد مكمل غذائي ضمن نمط حياة صحي.
جودة المنتج تُعد أيضًا عاملًا أساسيًا، فقد تختلف فعالية قهوة الفطر حسب مصدر الفطريات وطرق الاستخلاص.
ويُعد الاستخلاص المزدوج بالماء والكحول الطريقة الأكثر فاعلية لاستخراج المركبات المفيدة.
مخاطر محتملة
ذكرت دراسات طبية أن قهوة الفطر قد تسبب اضطرابات هضمية أو حساسية لدى البعض.
كما قد تتفاعل الفطريات الطبية مع أدوية مثل مضادات التخثر وأدوية السكري.
وسُجّلت حالات نادرة من تسمم الكبد بسبب الاستهلاك المفرط لفطر ريشي، ما يؤكد ضرورة الاعتدال.
وبحسب الخبراء قد تكون قهوة الفطر خيارًا مناسبًا لمن يسعون إلى تقليل الكافيين وإضافة أطعمة وظيفية إلى نظامهم الغذائي، لكنها ليست علاجًا سحريًا.
لذا، يُفضل استشارة اختصاصي صحي قبل دمجها في الروتين اليومي، خصوصًا لمن يعانون من حالات صحية مزمنة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news