
الخط :
حلّ رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشي، البوم الثلاثاء، بزيارة لمدينة العيون عاصمة الصحراء المغربية، وذلك في خطوة تعكس الدعم الفرنسي لمغربية الصحراء، حيث تأتي هذه الزيارة الميدانية لتعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي أحمد متراق، في تصريح لموقع “برلمان.كوم”، إنه “لا شك أن هذه الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي للمغرب ولمدينة العيون بالتحديد توصف بالتاريخية وذلك لعدة أسباب”.
وأوضح متراق، أنه إلى جانب أنها الأولى من نوعها لرئيس مؤسسة تشريعية أوروبية عموما وفرنسية بالخصوص للصحراء المغربية بعد قرار الاعتراف الفرنسي بمغربيتها، تأتي هذه الزيارة كتأكيد من فرنسا بما تحظى به من مكانة سياسية كعضو دائم بالأمم المتحدة، وخامس قوة اقتصادية عالمية ترتبط بشركاء ومناطق نفوذ واسعة بالقارة الإفريقية وخارجها، على عزمها المضي قدما في تفعيل وأجرأة قرارها القاضي بدعم السيادة المغربية على كامل ترابه الوطني بما فيها الصحراء المغربية على أرض الواقع.
وفيما يخص السبب الثاني، أردف الباحث في العلوم السياسية، أنه يستمد من القيمة السياسية والاعتبارية لمؤسسة مجلس الشيوخ في هرم السلطة الفرنسي، باعتباره مؤسسة تشريعية تضم في تركيبتها ممثلي المجالس المنتخبة جهويا ومحليا، وهو ما يجعله المؤسسة المعنية بشكل مباشر بالاتفاقيات والشراكات، التي من الممكن أن تجمع المقاطعات الفرنسية بنظيرتها من الصحراء المغربية.
ومن جهة أخرى، أوضح متراق أن المجلس وبالإضافة للدور الرقابي الذي يمارسه على أعمال الحكومة، والتشريعي من خلال المبادرة بمشاريع قوانين أو المصادقة عليها، فإن له اختصاص حصري مهم في التعيين بمناصب حساسة في الدولة كقضاة المحكمة الدستورية، بما لهذا الجهاز القضائي من قيمة ومهام في الفصل في النزاعات الدستورية، كما أن رئيس مجلس الشيوخ وحسب الدستور الفرنسي هو من يتولى، بصفة مؤقتة، رئاسة الجمهورية في حالة وفاة أو استقالة أو إقالة الرئيس من مهامه.
وتابع ذات المصدر، أن كل هذه الأسباب والدلالات السياسية تجسد الوزن السياسي والتاريخي لضيف المغرب والصحراء المغربية الكبير. فيما أشار إلى أن الزيارة ستكون فرصة للقاء منتخبين صحراويين يمثلون ساكنة المنطقة، ويدافعون عن سيادة المغرب، ويجسدون الرؤية الملكية السامية ويحظون بثقة الملك محمد السادس التي عبر عنها غير ما مرة من خلال خطبه السامية، ونجحوا بامتياز في تنزيل كل البرامج والأوراش التنموية الكبرى التي حولت الصحراء إلى قطب اقتصادي واعد في ظل النهضة التنموية التي عرفتها الأقاليم الجنوبية خلال العقد الأخير.
وختم المحلل السياسي تصريحه، مؤكدا على أن كل هذه رسائل سياسية إيجابية من الطرفين تجسد من الجانب المغربي ثقة الدولة ومؤسساتها في النخب السياسية بالصحراء المغربية واستعدادها التام لتنزيل ورش الحكم الذاتي بما يتطلبه هذا الورش الكبير من كفاءات سياسية وتدبيرية وطنية ومؤهلات اقتصادية وبنية تحتية جيدة، ومن الجانب الفرنسي رسالة دعم ومساندة فرنسية قوية من أعلى السلط بالبلاد كحليف استراتيجي للمغرب جاهز للاستثمار والتعاون والانفتاح على الصحراء المغربية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من المغرب.