دبي، 25 فبراير 2025: في إطار مشاركتها الفاعلة في شهر الإمارات للابتكار، “الإمارات تبتكر 2025″، وضمن سلسلة فعالياتها المبتكرة وبرامجها الهادفة، نظمت دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي ورشة ماستر كلاس حملت عنوان “الحد البشري: الذكاء العاطفي كعامل محفز للابتكار”، قدمتها زينا كوكس- مديرة العمليات في مؤسسة IdeasUK في مكتبة الصفا للتصميم والفنون.
وركزت الورشة على سبل تعزيز الفكر الإبداعي وترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل الحكومي، وتمحورت حول أهمية الذكاء العاطفي في بيئات العمل، ودوره في تحفيز الابتكار والتطوير المستدام، وذلك من خلال أنشطة تفاعلية ساعدت المشاركين على استكشاف آليات توظيف الذكاء العاطفي في رفع مستوى الأداء الفردي والجماعي.
وأكد سعادة عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، أن ترسيخ ثقافة الابتكار في بيئة العمل الحكومي لم يعد مجرد خيار أو إمكانية، بل بات ضرورة حتمية لمواكبة التغييرات المتسارعة واستشراف المستقبل وتحدياته، وقال: “نؤمن في دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي بأن رأس المالي البشري هو المحرك الأساسي للابتكار، ومن هذا المنطلق، نحرص على رفد موظفينا بالأدوات المتقدمة والمهارات اللازمة لتعزيز التفكير الإبداعي ودعم تطوير حلول جديدة تلبي احتياجات المستقبل. وتعكس الفعاليات والورش التي نظمناها خلال شهر الإمارات للابتكار التزامنا المستمر وجهودنا المتواصلة لبناء بيئة عمل ديناميكية تجمع بين الذكاء العاطفي والتكنولوجيا، ليشكلا معاً قوة دافعة للتميز الحكومي”.

وأضاف سعادته: “نحن اليوم أمام مرحلة جديدة تتطلب منا تبني نماذج عمل أكثر مرونة وشمولية، وجعل الابتكار المؤسسي جزءاً أساسياً من عملياتنا اليومية، لا مجرد مبادرات موسمية. ومن خلال هذه الجهود، نهدف إلى تمكين الكفاءات الوطنية من صناعة الغد وقيادة التحولات المستقبلية، بما يعزز ريادة حكومة دبي على الساحة العالمية”.
وفي سياق الورشة، أشارت كوكس إلى أن الذكاء العاطفي ليس مجرد مهارة عابرة، بل يمثل عنصراً أساسياً في دفع عجلة التغيير والنمو في بيئات العمل الحديثة التي تتطلب حلولاً مبتكرة وفكراً مرناً في مواجهة التحديات المتزايدة، مؤكدةً دوره الحيوي في إمداد الفرد بالقدرات والمهارات اللازمة لتعزيز التعاون ورفع مستوى الإنتاجية.
ونظمت الدائرة أيضاً ورشة بعنوان “نحو مكان عمل أكثر شمولية”، قدمتها الباحثة والمستشارة الإقليمية ليندا صباريني، وناقشت خلالها أهمية تحليل بيانات النوع الاجتماعي في بيئة العمل، وتأثيرها في تطوير سياسات واستراتيجيات تعزز التنوع والشمولية في المؤسسات الحكومية.
ومن جانب آخر، شهدت الفعاليات لقاءً افتراضياً تفاعلياً للمشاركين والفائزين في مسابقة IdeasUK تحت عنوان “Innovation Knowledge Share”. وشكل اللقاء منصةً متميزة لتبادل الأفكار الإبداعية والخبرات العملية في مجال الابتكار، بما يسهم في تعزيز التعاون وترسيخ الابتكار في بيئات العمل الحكومية.
وعلى صعيد أنشطة نادي الابتكار، تم تنظيم مجموعة من المختبرات الابتكارية تحت عناوين “المشاركات المجتمعية لدائرة الموارد البشرية” و “ثقافة مؤسسية إيجابية”، إضافة إلى ورشة عمل متخصصة بعنوان “ورشة الخيال في الذكاء الاصطناعي GovDizer”، ركزت على استكشاف الإمكانيات المستقبلية للذكاء الاصطناعي ودوره في تطوير حلول حكومية مبتكرة تسهم في تحقيق التطور والتقدم على كافة الأصعدة.
ومن جهة أخرى، زار وفد من الدائرة شركة مايكروسوفت للاطلاع على أحدث التطورات في عالم الذكاء الاصطناعي، وذلك عبر جلسة حملت عنوان “The Art of Possible with AI”. وخلال الزيارة، تعرّف المشاركون على أحدث الحلول التقنية المبتكرة، واستكشفوا إمكانيات الذكاء الاصطناعي في دعم التحول الرقمي، وتحسين الأداء المؤسسي، وتعزيز الكفاءة في مختلف القطاعات. كما زاروا مركز الابتكار ((Innovation Hub، وعاينوا أحدث التقنيات التي تقدمها مايكروسوفت في عام الذكاء الاصطناعي. واختُتمت الزيارة بمناقشة سُبل التعاون المستقبلي بين الدائرة وشركة مايكروسوفت، بما يعزز التكامل التقني ويدعم مسيرة الابتكار والتطوير.
إضافة إلى ذلك، استضافت الدائرة الدكتور نيكولا ميلارد، الشريك الرئيسي للابتكار في شركة “بي تي (BT)”، والذي قدم ندوة افتراضية بعنوان “الناس، الانتاجية، الكوكب: الاتجاهات التي تشكل مستقبل العمل”، ناقش فيها التغيرات السريعة في بيئات العمل، حيث لاقت الندوة استحسان الجمهور وإشادتهم، ولا سيما ممثلي الجهات الحكومية في دبي.
وتأتي هذه الفعاليات في إطار التزام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي بمواصلة جهودها في تمكين كوادرها وتوسيع آفاقهم وتزويدهم بالقدرة على تطوير رؤى جديدة وأفكار إبداعية متميزة تدعم ازدهار مستقبل العمل الحكومي، بما يتماشى مع التوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة في بناء حكومة أكثر مرونة وابتكاراً واستعداداً للمستقبل.