تأثرها بوالدتها كان دافع الإماراتية، فاطمة المهيري، لدخول مجال تصميم المجوهرات، حيث ارتسم في ذهنها مشهد والدتها وهي تطلب من الصائغ تغيير تصميم الطبلة الذهبية التقليدية ببصمات خاصة وضعتها بنفسها، كما قادها تمسكها بالتراث الإماراتي إلى استلهام الحلي الشعبية في ما تقدمه من تصميمات بلمسات عصرية تناسب تطور الأذواق في الدولة، وهو ما توّجته بإطلاق علامتها التجارية «بلانك كانفس».
مخيلة الأم
المهيري قالت لـ«الإمارات اليوم» إنها منذ طفولتها تحب الذهب التقليدي والتراثي، وتهتم بمعرفة الأشكال المختلفة للحلي ومسمياتها وقصصها، مضيفة: «كذلك كان لأمي فضل في اتجاهي إلى مجال تصميم المجوهرات وإطلاق مشروعي في عام 2016، حيث أتذكر بوضوح يوم ذهبت معها إلى سوق الذهب في أبوظبي، ووقفت ترسم للصائغ تصميماً لـ(الطبلة)، وهي نوع من أشهر الحلي التقليدية في الإمارات، وكان يوضع بداخلها القرآن الكريم لحفظ من يرتديها، ووضعت عليه من مخيلتها لمسات خاصة أرادت أن تضيفها على الشكل المعتاد للقطعة، وقتها كنت طفلة صغيرة وكنت أحاول الوقوف على أطراف أصابعي لأرى ما ترسمه أمي».
«الطبلة».. البداية
وتتابع المهيري في استعادة البدايات «منذ ذلك الحين ظلت هذه الصورة في ذاكرتي، وكان لها تأثير كبير في اتجاهي لهذا المجال، وتكريماً لأمي ولهذه الذكرى، كانت (الطبلة) أول قطعة أصممها وأنفذها، والآن مع الاحتفال بمرور 10 سنوات تقريباً على إطلاق مشروعي قمت بتصميم جديد لـ(الطبلة)، وهي قطعة ثمينة، نظراً إلى حجمها الكبير، ومرصعة بأحجار الألماس والياقوت والزمرد، كما دمجت فيها الذهب الأصفر والأبيض، واستغرقت سنة كاملة في تصميمها وتصنيعها».
وفي سياق الإبداع نفسه، صمَّمت المهيري، بمشاركة ابنتها، «طبلة» مماثلة للفتيات الصغيرات، حيث تميل في بعض تصميماتها إلى تقديم تصميم يصلح للكبار وآخر للفتيات لتتمكن الأم وابنتها من ارتداء القطعة نفسها، تعبيراً عن تناقل الأجيال للتراث والقيم المرتبطة به من جيل إلى جيل، وكذلك تعكس الارتباط بين الأم وابنتها.
وعن شغفها بالمجوهرات الذهبية تقول المهيري: «من أبرز أسباب ارتباطي وشغفي بها ما تتميّز به من قيمة مادية ومعنوية تزيد مع الزمن وتتوارثها الأجيال، واعتدت أن أرفق بكل قطعة من تصاميمي معلومات عنها وعن قصتها وتاريخها، وأخبر عملائي دائماً بأن لكل قطعة قصة تبدأ معي ولا تنتهي معكم، بل تكتمل وتتواصل معكم ومع أولادكم وأحفادكم».
قلب زايد الخير
وعن التصاميم التي تعتز بها، أشارت المهيري إلى اعتزازها بتصميم «قلب زايد الخير»، الذي تم إطلاقه مع إطلاق «مسبار الأمل» إلى المريخ، والذي قدمت منه سلسلة للسيدات ودبوساً للرجال، وهو عبارة عن مجسم لصورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يحيط بها برواز نقشت عليه قصيدته «الشباب الباني»، التي قالت إنها منذ قرأتها صارت دافعاً لها لأن تصبح عنصراً فاعلاً في تطور المجتمع والنهوض بالوطن، لافتة إلى أنها صنعت نسخة من التصميم مزينة باللؤلؤ، وأخرى من الزجاج الشفاف عندما يرتديها الرجل تكتسب لون «البشت» الذي يرتديه.
بعيداً عن المنافسة
ورغم تعدد العلامات التجارية الإماراتية والأجنبية في مجال صناعة وتصميم المجوهرات، فإن المهيري لا تجد في هذا الأمر منافسة أو عقبة أمام عملها، موضحة: «لا أنظر إلى العاملين في المجال نفسه كمنافسين، وإنما باعتبارهم مجتمعي الذي انتمي إليه، وأحرص على تكوين علاقات قوية وجيدة معهم، وأن يكون هناك تعاون بيننا ويساند كل منا الآخر»، معتبرة أن التحدي الأبرز بالنسبة لها لا يتمثّل في المنافسة، وإنما في ارتفاع إيجارات المحال في المراكز التجارية، وهو أمر صعب لأنه سيدفعها إلى رفع نسبة مكسبها من القطع التي تبيعها، وهو ما ترفضه حتى لا يتحمل العملاء الفرق، لافتة إلى أنها تواصلت مع أحد هذه المراكز في أبوظبي، لكنها لم تنجح في الاتفاق معه لأن لديه عدداً كبيراً من المحال المتخصصة في بيع وتصميم المجوهرات، وليس لديه أي مجال لافتتاح المزيد منها، أما بالنسبة للمشاركة في المعارض والفعاليات الجماهيرية المختلفة، فلم تعد ذات تأثير كبير في التسويق، وفق ما ترى المهيري، نظراً إلى تغير نوعية مرتادي هذه المعارض والفعاليات، وأن شريحة كبيرة منهم تأتي لقضاء وقت مسلٍّ وتناول الطعام والمشروبات.
ورش.. وعطر
قالت فاطمة المهيري إنها تعتمد على التسويق الإلكتروني، إلى جانب استقبال المشترين في استوديو استأجرته بأبوظبي، حتى توفر فيه مساحة للتفاعل معهم، فتتيح لهم المشاركة في رسم القطع التي يرغبون في تصميمها ليشعروا بالسعادة التي تشعر بها كلما قامت بتصميم خاص بها، كما تقدم لهم ورش عمل مبسطة عن المجوهرات والذهب والألماس وكيفية اختيار ما يناسبهم، كما كشفت المهيري أنها اتجهت أخيراً لإطلاق ماركتها التجارية الخاصة في مجال العطور.
• قصيدة للشيخ زايد منذ قرأتُها صارت دافعاً لي، فنقشتها بالذهب على سلسلة للسيدات ودبوس للرجال.
• أخبر عملائي دائماً بأن لكل قطعة قصة تبدأ معي ولا تنتهي معكم، بل تكتمل وتتواصل معكم ومع أولادكم وأحفادكم.
• كنتُ طفلة صغيرة حين وقفت على أطراف أصابعي لأرى ما ترسمه أمي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news