في لحظة فارقة من التاريخ السوري، انكشفت تفاصيل جديدة عن الأيام الأخيرة لرئيس النظام السابق بشار الأسد في قصره الرئاسي في دمشق حيث كشفت أدلة عن صورة تعكس التوتر والقلق الذي رافقه قبل فراره إلى روسيا.
وفي مشهد غير متوقع، امتلأ مكتب الأسد المهجور بعدة شرائط من أقراص “البنزوديازيبين” المضادة للقلق، فيما كانت الأوراق مبعثرة على الأرض بطريقة عشوائية.
كما تم العثور على كتاب يتناول تاريخ الجيش الروسي، خريطة لشمال شرق سوريا، وسيرة ذاتية للأسد، ما يشير إلى اهتمامه ببعض القضايا في تلك المرحلة.
وتقدم هذه التفاصيل لمحة عن الحياة اليومية للأسد في أيامه الأخيرة قبل مغادرته، إذ بدا التباين واضحًا بين الحياة الفارهة التي عاشتها عائلته من جهة، وبين التدهور الذي عانى منه الشعب السوري.
ومنذ سقوط الأسد يوم الأحد الماضي، تحول القصر الرئاسي في حي المهاجرين بدمشق إلى وجهة للسوريين الذين توافدوا إليه للاحتفال بسقوط النظام، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد طوال عقود. وتحت تأثير هذا التحول، تجول الزوار في أرجاء القصر، وعاينوا بعضًا من آخر أيام الأسد هناك.
وفي المقابل، عثر الزوار على خريطة للجولان السوري المحتل، وكذلك صور تم تمزيقها للأسد وزوجته أسماء ووالده حافظ الأسد، مما يعكس سلوكًا رمزيًا من قبل السوريين داخل القصر.
ومن جهة أخرى، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن تفاصيل أخرى، حيث وُجد على طاولة أحد المكاتب فنجان قهوة نصف مكتمل، عشرات أعقاب السجائر، وجهاز تحكم عن بعد، مما يلمح إلى حالة من التوتر في اللحظات الأخيرة للأسد وهو يتابع الوضع العسكري عبر التلفاز.
ورغم ذلك، لا تزال بعض معالم الترف في القصر ظاهرة، مثل السجاد الأحمر الذي يزين الممرات الفسيحة والثريات الكبيرة التي تزين غرف الاستقبال. كما ضم القصر حمامًا خاصًا ببثينة شعبان، المستشارة السابقة للأسد، حيث وُجدت صور لها بمناسبة عيد ميلادها الـ70.
أيضًا، تم العثور على غلاف مؤطر لمجلة “تايم” يعود إلى عام 1983 يظهر فيه حافظ الأسد، مع عنوان “سوريا: الصدام مع الولايات المتحدة، والسعي إلى دور أكبر”.
وأفادت الصحيفة بأن القصر يحتوي على غرفتين مخصصتين لاجتماعات مجلس الوزراء، إحداهما فوق الأرض والأخرى تحت الأرض. في الطابق الثالث تحت الأرض، كانت هناك لوحات معدنية تحدد مقاعد وزير الدفاع والقادة العسكريين، مع تصنيف الأسد كقائد عام.
ويمتد القصر على مساحة 95 كيلومترًا مربعًا، وكان يقع في مجمع محمي بمساحة 1539 كيلومترًا مربعًا ويشمل مستشفى خاصًا ومقرًا للحرس الجمهوري. صممه المهندس المعماري الياباني كينزو تانغ، واكتمل بناؤه في عام 1990 خلال فترة حكم والد حافظ الأسد.