عدد وزير العدل الأسبق وعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، محمد أوجار، خصال المدير العام لفرع منظمة العفو الدولية في المغرب، الراحل محمد السكتاوي، معتبرا أن المغرب فقد مناضلا من بين “المناضلين الكبار الذين ضحوا وساهموا في انتقال المغرب من مرحلة صعبة إلى عهد جديد أنتج تجربة حقوقية مميزة وكان يحاول أن يؤسس لمسار ديمقراطي واعد”.
واستحضر أوجار معالم تعاون وثيق جمعه مع الحقوقي محمد السكتاوي، خلال توليه منصب وزير حقوق الإنسان في حكومة التناوب، لافتا إلى أن خصال هذا المناضل وحكمته مكنت من تجاوز عدد من الأزمات الكبيرة التي كاد فيها خيط وشائج العلاقة أن تنقطع كليا بين أمنستي والدولة المغربية.

وذكر من بين هذه الأزمات، خلال كلمة له في حفل تأبيني للراحل، تلك التي تسبب فيها إدريس البصري ورجالاته “بنسف” زيارة وفد رفيع من أمنستي للمغرب، باختلاق أحداث وتسجيلات عكرت صفو هذه الزيارة، وخلقت حالة من الاحتقان النفسي والسياسي بين منظمة العفو الدولية والدولة المغربية.

وأوضح أوجار، في كلمته تلاها نيابة عنه عبد الحفيظ بوسيف، المدير التنفيذي لمركز الشروق للديمقراطية والإعلام وحقوق الانسان، أنه كان قد اتفق في اجتماع مع أمنيستى في جنيف على هامش الدورة الربيعية لمجلس حقوق الإنسان على مبدأ استقبال المغرب للمؤتر الدولي للمنظمة، وذلك بمبادرة منها، وهو ما اعتبر آنذاك رسالة إيجابية جدا اتجاه المملكة وخطواتها الإصلاحية، لكن تحركات البصري أفشلت ذلك.
ولفت إلى أن وفد آمنستي كان برئاسة الأمين العام بيير ساني، وكان في زيارة للمغرب بهدف تدارس القضايا الحقوقية والحديث عن تفاصيل المؤتمر الدولي، والذي كان سيقام لأول مرة فوق أرض إفريقية، “ورغم حماس المرحوم اليوسفي وكل حكومة التناوب لإنجاح هذه الزيارة، فقد تمكن ادريس البصري ورجالاته من نسفها”.
وأكد الوزير السابق أنه بفضل حكمة السكتاوي، تمكن المغرب من “تجاوز هذه المرحلة الصعبة مع أمنستي بصبر وانفتاح وشفافية بشكل سمح لنا بالتعاون في أنشطة ومبادرات متعددة”، مسجلا أن بصمات الراحل واضحة وإسهاماته كبيرة في كل المحطات التاريخية الهامة في علاقات المغرب ومنظمة العفو الدولية.
وأضاف: “مع تولي جلالة الملك محمد السادس الحكم وارتفاع وتيرة الدينامية الحقوقية واتساع مجالات مبادراتها، نجحنا مع محمد سكتاوي في الارتقاء بالعلاقات مع أمنستي إلى أعلى المستويات، حيث حظيت القيادة الدولية لها باستقبال ملكي کبير في بداية عهد العاهل المغربي”.
كما سجل في كلمته أنه ومنذ توليه وزارة حقوق الإنسان في حكومة التناوب، حرص على تقوية العلاقات مع المنظمات غير الحكومية الوطنية والعربية والدولية، مشيرا إلى أن “علاقات التعاون بين الوزارة وأمنستي كانت جيدة جدا، وتطورت إلى درجة أننا نجحنا مع المرحوم السكتاوي في التوقيع يوم الثامن دجنبر 2000 على اتفاقية تعاون هامة”.
وذكر محمد أوجار أن موضوعها كان تعزيز الوعي بحقوق الإنسان لدى الموظفين المكلفين بتنفيذ القوانين، مبرزا أهميتها بالقول: “ولكم أن تتصوروا الدلالات الرمزية وحمولات هذه الاتفاقية قبل ربع قرن من الآن”.
واعتبر أنه لم يكن الوصول إلى هذا المستوى من التعاون سهلا، مرجعا الفضل في كثير مما حققه المغرب وأمنستي إلى الوعي النضالي الكبير للسكتاوي وإنتاجاته وقدراته التفاوضية، مؤكدا أن المملكة بحاجة لطاقات نضالية بعنفوانه واستماته وحكمته وصلابته في ذات الوقت وقدرته الإنسانية الراقية على صناعة وبناء التوافقات وفك أسلاك الاصطدامات ونزع فتيل التوترات.
وأردف موضحا: “عاشرت المرحوم سي محمد سكتاوي واشتغلت وتفاعلت معه في ثنايا سنوات هذه المرحلة التسعينية البالغة الحساسية سياسيا وحقوقيا.. مرحلة كان فيها المغرب مصمما على القطيعة مع ممارسات وسنوات الانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان وقمع الحريات”، مؤكدا أن السكتاوي کان من “قادة هذا المد التحرري والحقوقي”.
ظهرت المقالة أوجار ينعى السكتاوي ويكشف دوره في تجاوز أزمة مع أمنستي سببها البصري أولاً على مدار21.