شباب شغوفون بالسيارات القديمة: تعبّر عن شخصية مالكها

«لماذا مازالت السيارات القديمة تحتفظ بسحرها وتستقطب أجيالاً جديدة من الهواة، مع أن عالم اليوم يتطلع إلى الحداثة والتجديد في هذا القطاع؟»، سؤال وجد له مساحة واسعة من خلال معاينة وجوه الزوّار الشباب في «مهرجان الشارقة للسيارات القديمة»، الذين يسعون لاقتناء الموديلات القديمة والمحافظة على أصالتها، أو إدخال تعديلات تعكس ذوقهم.

فما الذي يدفعهم إلى ذلك؟ وكيف يتعاملون مع تحديات صيانة هذه السيارات وإيجاد قطع غيارها؟ وهل يرون في السيارات القديمة مجرد هواية، أم أنها أصبحت استثماراً مستقبلياً؟

وحول سبب إقبال الشباب على القطاع، يؤكّد فياض الدوسري أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً رئيساً في إعادة تسليط الضوء على السيارات القديمة بعد أن كانت السيارات الحديثة تحظى بالاهتمام الأكبر، ورأى أن ارتفاع أسعار السيارات الجديدة وافتقارها إلى الطابع المميز دفع العديد من الشباب للبحث عن بدائل أكثر تفرداً، حيث تعبّر السيارة القديمة عن شخصية مالكها.

ويشير الدوسري إلى أن أفضل الأماكن لاقتناء السيارات القديمة هي المهرجانات والمعارض المتخصصة، لكن شبكة الإنترنت أصبحت الوسيلة الأكثر فاعلية للوصول إلى مجتمع عشاق هذه السيارات في الإمارات، والبحرين، والكويت، ما سهّل التواصل والتبادل بينهم، ووسع انتشار هذا الشغف بين الأجيال الجديدة.

ولكن هل الجميع يستطيع التعامل مع الأعطال؟ يقول منصور المناعي: «التعامل مع أعطال السيارات القديمة يختلف بين الهواة، فبينما يمتلك البعض الخبرة الكافية لإصلاح سياراتهم بأنفسهم أو بمساعدة أصدقائهم، يفضل آخرون الاعتماد على الورش المتخصصة، لكن من الأفضل لكل هاوٍ أن يثق بقدراته ويحاول فهم المشكلات الميكانيكية بنفسه، لأن السيارات القديمة معرضة للأعطال بشكل متكرر».

ويضيف المناعي أن امتلاك المعرفة الأساسية عن الأعطال يساعد في توفير الوقت والمال، حيث يمكن لصاحب السيارة إصلاح المشكلة بنفسه أو على الأقل معرفة السبب قبل التوجه إلى الورشة.

أمّا بخصوص إجراء التعديلات عليها، فيؤكّد إبراهيم بن سيفان الشامسي أن السيارة القديمة في حالتها الأصلية أكثر قيمة وأصالة، ويفضل الاحتفاظ بها دون تعديلات إلا عند الضرورة، مثل عدم توافر قطع غيارها الأصلية، ما يستدعي التعديل بما لا يؤثر في جوهر السيارة.

ويرى الشامسي أن الشباب يختلفون في نوعية التعديلات التي يفضلونها، فالبعض يركز على تحسين الأداء عبر تعديل المحرك ونظام الدفع، بينما يهتم آخرون بجوانب جمالية مثل تحسين الصوت أو الشكل الخارجي.

وفي ما يتعلق بالهواية والاستثمار بين فئة الشباب، يؤمن أحمد راشد التميمي بأن السيارات القديمة ليست مجرد هواية أو شغف، بل هي فضاء استثماري واعد يزداد الطلب عليه. فمن خلال خبرته التي تمتد لـ10 سنوات في هذا المجال، لاحظ أن الشباب ينجذبون بشكل خاص إلى سيارات «البيك أب» القديمة التي أصبحت تحتل مكانة بارزة في السوق، حيث يمكن لبعض الطرازات النادرة أن تصل أسعارها إلى أكثر من 100 ألف درهم، وذلك وفقاً لدرجة قِدَمها، وأصالتها، وميزاتها الميكانيكية والتصميمية.

Google Newsstand

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


عن ثراء زعموم

Check Also

ذباب تغذى على الكافيين نفق خلال أسبوع

وجد باحثون في اليابان أن الذباب الذي جرى إطعامه كميات كبيرة من الكافيين نفق بشكل …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *