أسرار لبان الذكر من العناية بالبشرة إلى تحسين المزاج | أسرة

لبان الذكر مادة صمغية تُستخرج من شجرة اللبان أو “البوسويلية”، التي تنمو في مناطق مختلفة من أفريقيا وآسيا. واستخدمته الحضارات القديمة منذ آلاف السنين.

ويعتبر مقدسا في بعض الديانات مثل الهندوسية، حيث يُحرق في الطقوس الدينية أثناء العبادات. واستخدمه المصريون القدماء في تحنيط الموتى وتجميل البشرة. وفي الطب التقليدي، استُخدم لعلاج أمراض الجهاز التنفسي، ومشاكل الهضم، وآلام المفاصل، سواء بشكله الطبيعي أو بعد مزجه مع مواد أخرى.

فوائد لبان الذكر الصحية

خلال السنوات الأخيرة، ركزت الأبحاث العلمية على دراسة فوائد لبان الذكر بمزيد من التفصيل. وكشفت الدراسات عن احتوائه على مركبات نشطة تُعرف باسم الأحماض البوسويلية، التي تمتلك خصائص مضادة للالتهابات، وتُظهر نتائج واعدة في علاج بعض الأمراض المزمنة.

الفوائد الصحية للبان الذكر

• علاج التهاب المفاصل الروماتويدي

أظهرت دراسة أن استخدام كريم يحتوي على اللبان ومكونات أخرى يقلل من التورم والالتهابات في المفاصل والأنسجة، مما يسهم في تحسين الحركة وتخفيف الألم. ويساهم أيضا في تقليل آلام الركبة لدى المصابين بهشاشة العظام.

• تعزيز صحة الجهاز التنفسي

يتميز اللبان بخصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يجعله فعالا في تخفيف أعراض السعال والبرد وتعزيز صحة الرئتين. ويدخل في تركيب بعض العلاجات التنفسية مثل البخاخات والزيوت العطرية. إذ كشفت إحدى الدراسات عن قدرته على منع الجسم من إنتاج الليكوترينات، التي تسبب انقباض عضلات الشعب الهوائية لدى المصابين بالربو. حيث أبلغ 70% من المرضى المشاركين في الدراسة عن تحسن في الأعراض، مثل الصفير وضيق التنفس، بعد تناول 300 مليغرام يوميا لمدة شهر ونصف.

• تحسين صحة الجهاز الهضمي

تدعم الأبحاث دور لبان الذكر في تقليل التهابات الأمعاء وتحفيز حركتها، كما يساعد في تخفيف أعراض اضطرابات المعدة مثل عسر الهضم والانتفاخ.

• تعزيز صحة الجهاز المناعي

يساعد لبان الذكر في القضاء على البكتريا الضارة والفيروسات، وبالتالي يلعب دورا حيويا في تعزيز صحة جهاز المناعة.

• مساعدة مرضى السرطان

تستخدم الكريمات الحاوية على اللبان في علاج الطفح الجلدي الذي يظهر عند بعض المرضى الذين يخضعون للإشعاع لعلاج سرطان الثدي. وتشير أبحاث قليلة إلى دور مركبات الأحماض البوسويلية، في الوقاية من السرطان بفضل خصائصها المضادة للأورام.

• الحفاظ على صحة الفم

تتمتع أحماض البوسويليك الموجودة في اللبان بخصائص مضادة للبكتيريا، والتي يمكن أن تساعد في منع وعلاج الالتهابات في الفم، مما يسهم في التخلص من رائحة الفم الكريهة، ويخفف من احتماليات الإصابة بالتهاب اللثة أو تسوس الأسنان.

• تحسين الذاكرة والصحة العقلية

يُعتقد أن لبان الذكر يساعد في تحسين وظائف الدماغ وزيادة التركيز. وتشير بعض الأبحاث إلى أنه يحتوي على مركبات قد تساهم في تحسين الذاكرة وتقليل خطر الإصابة بأمراض مثل ألزهايمر.

• تقليل التوتر وتحسين المزاج

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون له تأثير مهدئ على الجهاز العصبي، مما يعزز الراحة النفسية ويقلل من مستويات القلق والتوتر.

رائحة لبان الذكر المُبخرة الترابية الهادئة تقلل من مستويات التوتر، وتهدئ القلق وتعزز جودة النوم.

الفوائد التجميلية للبان الذكر

يُعد لبان الذكر واحدا من أقوى المكونات الطبيعية المستخدمة في العناية بالبشرة، حيث يتميز بخصائصه الفريدة التي تعزز نضارة الجلد وتحميه من علامات التقدم في السن، إذ يُعتقد أن مكونه النشط، ألفا بينين، يلعب دورا مهما في تحفيز تجديد الخلايا. وبفضل احتوائه على أحماض البوسويليتيك، يساهم في تحسين ملمس البشرة وتقليل التجاعيد والخطوط الدقيقة، مما يجعله عنصرا أساسيا في مستحضرات التجميل المخصصة لمكافحة الشيخوخة.

كما يُعرف زيت اللبان العطري بقدرته على تجديد خلايا البشرة وحمايتها من العوامل البيئية الضارة، مما يساعد في الحفاظ على شباب الجلد لفترة أطول. إلى جانب ذلك، يعمل لبان الذكر على موازنة إنتاج الزيوت الطبيعية في البشرة، مما يجعله خيارا مثاليا للعناية بالبشرة الدهنية، حيث ينظم الإفرازات الدهنية ويمنع انسداد المسام، مما يقلل من ظهور حب الشباب والبثور.

إضافة إلى تأثيره في شد البشرة وتعزيز مرونتها، يُستخدم لبان الذكر في تفتيح التصبغات ومعالجة البقع الداكنة، مما يمنح البشرة توهجا طبيعيا وإشراقة صحية.

طرق استخدام لبان الذكر

يُعد زيت لبان الذكر من أكثر الطرق شيوعا للاستفادة من خصائص هذه المادة الصمغية، ويُستخدم لأغراض متنوعة، مثل إضافته إلى منتجات العناية بالبشرة أو استخدامه في تدليك الجسم، حيث يساعد في تخفيف آلام أسفل الظهر.

ونظرا لتركيزه العالي، يُنصح بمزج بضع قطرات منه مع زيوت ناقلة مثل زيت الزيتون، الجوجوبا، أو جوز الهند قبل تطبيقه على البشرة. ويمكن أيضا إضافة بضع قطرات منه إلى حوض الاستحمام لتعزيز الاسترخاء، أو وضع قطرة أو قطرتين في علبة الشامبو لتحسين صحة فروة الرأس.

كذلك يُستخدم زيت لبان الذكر في موزعات الروائح بعد مزجه بالماء، حيث يمنح رائحة لطيفة يُعتقد أنها تساهم في تحسين المزاج. كما يدخل في صناعة المنظفات المنزلية بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا.

إلى جانب الزيت، يتوفر لبان الذكر على شكل مكملات غذائية تُؤخذ عن طريق الفم لأغراض علاجية مختلفة. وفي بعض الثقافات، يُمضغ صمغه كعلاج تقليدي للمشاكل التنفسية.

الآثار الجانبية للبان الذكر

يعتبر اللبان آمنا بشكل عام للاستخدام الموضعي أو كعلاج عطري، ولا يسبب آثارا جانبية كبيرة. ومع ذلك، قد يسبب تهيج الجلد في بعض الحالات، مما يؤدي إلى الطفح الجلدي أو الاحمرار والحكة.

لذلك من المهم إجراء اختبار الحساسية قبل استخدام زيت لبان الذكر أو الكريمات والمنتجات التجميلية الحاوية عليه، وذلك عن طريق وضعه على طرف الإصبع أولا قبل تجربته على الوجه.

كذلك من الممكن أن يتفاعل اللبان بصورة سلبية مع بعض الأدوية مثل أدوية السكري ومثبطات المناعة والستاتينات، لذلك من الضروري استشارة الطبيب قبل استخدامه في هذه الحالة.