مراسلو الجزيرة نت
سوريا- “القيصر فريد المذهان هو الصوت الذي صدح ليكشف الإجرام، فحق علينا تخليده برسمة على جدار مدرسة”، بهذه الكلمات بدأ الفنان التشكيلي عزيز الأسمر حديثه. وقال للجزيرة نت “حتى لا تنساه الأجيال، وهو الذي وثّق وكشف بالصور قصص القتل والتعذيب والتجويع، التي كانت تُمارس بحق شعب خرج ليطالب بالحرية فتم اعتقاله وعُذب بالحديد والحمض الفوسفوري والتجويع والقتل”.
![جدارية تحمل صورة قيصر على جدار مدرسة شعيب في مدينة بنش شرق إدلب](https://cultureddata.net/wp-content/uploads/2025/02/جدارية-لـقيصر-بسوريا-بعد-كشف-هويته-على-الجزيرة-سياسة.jpg)
جدارية قيصر
و قال فنان الغرافيتي عزيز الأسمر إن لوحة المساعد أول فريد المذهان، أو من يعرف باسم قيصر، رُسمت على جدار مدرسي في مدينة بنش بإدلب، من أجل أن يعرف الطلاب أحد أهم الشخصيات التي مرت بالثورة السورية، والتي ساهمت في انتصار الثورة.
وأضاف أن قيصر هو من فضح نظام الأسد في المحافل الدولية، من خلال تسريبه صور آلاف المعتقلين الذين قتلوا تحت التعذيب في السجون.
وأشار إلى أن هذه الجدارية جاءت تكريما لقيصر ولكل الشخصيات التي ساندت الثورة، وضحّت بنفسها وعائلاتها من أجل دعم الثورة السورية، وساعدت في فضح إجرام عصابة الأسد وما فعلوه بحق شعب طالب بحريته.
وقال الفنان التشكيلي أنيس حمدون، للجزيرة نت، إن فريق “ريشة وطن” قدم رسم الجدارية كشكر للمساعد أول المذهان.
المسالخ البشرية
وأضاف حمدون أن اسم قيصر أصبح أيقونة الثورة السورية بعد تسريب صور بها عشرات الآلاف من جثث حملت أرقاما من دون أسماء، في الوقت الذي تنتظر فيه الأمهات فلذات أكبادها للخروج من المعتقلات، بينما كانت هياكل أبنائهن العظمية ملقاة في أقبية المشافي العسكرية التي كانت عبارة عن مسالخ بشرية.
وبعد معرفة شخصية قيصر، الذي ظهر خلال لقاء خاص على قناة الجزيرة بعد هروب الأسد، وهو ابن درعا التي انطلقت منها شرارة الثورة السورية، كان لا بد من توجيه الشكر له لتضحيته ووضع نفسه وعائلته وأقاربه تحت الخطر والملاحقة وربما الموت من نظام لم يعرف للإنسانية قيمة أو خصوصية، يتابع حمدون.
وأشار الفنان التشكيلي إلى أن الفنانين خلال السنوات الماضية رسموا عديدا من الجداريات على المنازل المدمرة بفعل قصف الأسد من خلال الصور التي سربها قيصر، ومن خلالها استطاع العالم معرفة أن المعتقل يحمل رقما لا اسما.
![جدارية تحمل صورة قيصر على جدار مدرسة شعيب في مدينة بنش شرق إدلب](https://cultureddata.net/wp-content/uploads/2025/02/1739081825_582_جدارية-لـقيصر-بسوريا-بعد-كشف-هويته-على-الجزيرة-سياسة.jpg)
أخفى شخصيته خوفا
واعتبر حمدون أن ظهور قيصر المفاجئ بشخصيته الحقيقية وصورته واسمه، بعد سنوات من إخفاء شخصيته خوفا من الاعتقال أو القتل له أو لأحد أفراد عائلته وأقاربه، هو تحد كبير، لذلك أراد هو وزملاؤه من الرسامين تخليد هذه الذكرى.
والقيصر هو أحد أهم الأركان التي فضحت جرائم نظام الأسد التي كانت تمارس بحق الشعب السوري في السجون والأفرع الأمنية والتي كان آخرها سجن صيدنايا، ويرى الفنان ذاته أن ما وثقه قيصر كان جزءا صغيرا من الحقيقة التي لا تزال معالمها مطموسة ولا يزال أكثر من 100 ألف معتقل مجهول المصير.
ووجه حمدون رسالة شكر للمساعد أول فريد المذهان من خلال هذه الرسمة على جدار مدرسة لتكون نبراسا للأجيال والأطفال وشاهدا أمامهم على شخصية أبرزت حقيقة نظام أجرم بحق الشعب السوري بالاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب والقتل وإخفاء الجثث بمقابر جماعية.