ضيوف «الحصن» يستعيدون حياة البادية مسترشدين بالنجوم

تمثل الصحراء جزءاً مهماً من طبيعة دولة الإمارات وتكوينها الجغرافي متنوّع البيئات، وعبر سنوات طويلة ارتبطت حياة أهل البادية بعادات وطقوس توارثتها الأجيال، ولايزال أهل الإمارات يتمسكون بها، لما تحمله من قيم أصيلة وسمات مثل الكرم والشجاعة وحفاوة استقبال الضيف، وغيرها من الصفات.

كذلك اكتسب سكان البادية العديد من المهارات التي مكنتهم من التأقلم على صعوبة الحياة في ذلك الوقت، وتنظيم حياتهم ومعرفة المواسم والطرق والمواقع المختلفة، ومن أبرز هذه المهارات الاستدلال بالنجوم في السماء، سواء لمعرفة التقويم وحساب «الدرور»، كما كان يطلق عليه، أو لمعرفة الاتجاهات وتحديد خط سيرهم في الصحراء.

وتستلهم ساحة الصناع في مهرجان الحصن في دورته التاسعة، التي تتواصل فعالياتها حتى التاسع من الشهر الجاري، في المناطق المحيطة بقصر الحصن، حياة البادية، مستعيدة علاقة العرب بالنجوم، إذ يسترشد زوّار المهرجان أثناء تجولهم في هذه المنطقة بخمس محطات تستعرض مجموعات نجمية استدل بها أهل البادية في صحرائهم اللامتناهية، ونسجوا منها موروثاً شعرياً وقصصياً يعكس تساؤلاتهم الكونية وواقع حياتهم الاجتماعية وحرفهم، وهذه المجموعات هي: الثريا والجوزاء والشعري اليمانية وبنات نغش (الدب القطبي)، وسهيل.

وتنقسم ساحة الصنّاع إلى أربعة أقسام، هي: البر والمقناص والوادي وواحات العين، وتستحضر منطقة البرّ الأجواء الصحراوية المحيطة في أبوظبي، والتعرف إلى الرياضات والحرف التراثية التي اشتهر بها أهل الصحراء، مثل الصقارة وتربية الإبل، كما يوجد في المنطقة خبراء يقدمون للزوّار معلومات وشرحاً وافياً عن حياة البادية، ويساعدون الزوار على ممارسة الأنشطة المتاحة مثل إطعام الإبل، إذ يمكن لهم تقديم الكلأ لـ«شاهينية» و«موالف»، وهما ناقتان عمرهما 12 سنة، وتتميزان بالهدوء واعتيادهما الناس.

كذلك تضم منطقة البرّ مجلس خبراء البادية وبيت القهوة.

وتضم منطقة المقناص مجموعة من المحال المتخصصة في معدات التخييم، والمواد الغذائية المعدة للرحلات، والقهوة المحمصة محلياً والتي تكتسب نكهة خاصة في أجواء البر.

وينتقل زوار ساحة الصنّاع إلى منطقة الوادي ليستظلوا بالأشجار المحلية في مساحات تحاكي تلك التي قصدها الأجداد للاستراحة في رحلاتهم الشاقة. ويمكنهم التعرف إلى النباتات المحلية من خلال المعارض المتاحة في المنطقة، قبل أن ينتقلوا إلى منطقة واحات العين لاستكشاف فلج الحصن الذي صمم ليحاكي الأفلاج التي اشتهرت بها العين. والفلج هو قناة محفورة في باطن الأرض، أو على سطحها، قد تكون مغطاة أو مكشوفة، غرضها تجميع المياه الجوفية أو مياه العيون والينابيع الطبيعية أو المياه السطحية أو اعتراض وتجميع مياه السيول، فتنقل المياه المتجمعة من مواردها في قناة الفلج بتدفق طبيعي.

وتتميز مدينة العين بأنها تضم أكبر عدد من الأفلاج في الإمارات ولذا عُرفت قديماً بـ«مدينة الأفلاج»، وتوجت دولة الإمارات جهودها في الحفاظ على نظام الأفلاج بالنجاح في 2020 في إدراج ملف الأفلاج الوطني المقدم باسم الإمارات، في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».

استكشاف نظام الأفلاج

توضح منطقة واحات العين في مهرجان الحصن، الذي تستمر فعالياته في قلب أبوظبي حتى التاسع من الشهر الجاري، كيف استخدم السكان نظام الأفلاج في الزراعة، ويمكن للزوّار استكشاف حِرَف مارسها سكان الواحات، والمشاركة في ورش خاصة بها، مثل صناعة الفخار ونسج الخوص وغيرهما.

• 5 محطات تستعرض مجموعات نجمية استدل بها أهل البادية في الصحراء، ويتعرف إليها زوّار المهرجان.

• منطقة الوادي تظلل زوّارها بأشجار محلية، في مساحات تحاكي تلك التي قصدها الأجداد للاستراحة في رحلاتهم الشاقة.

Google Newsstand

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share


تويتر


عن ثراء زعموم

Check Also

النظارات الشمسية تساير العصر بشكل بيضاوي

يطغى الشكل البيضاوي على موضة النظارات الشمسية خلال هذا العام، ليضفي على المظهر لمسة جاذبية …

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *